المعارضة الجزائرية غاضبة من تبون بسبب قرار إجراء انتخابات مسبقة
رغم تقديم الرئاسة الجزائرية لمبررات قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إجراء انتخابات مسبقة بثلاثة أشهر غير ان قوى سياسية في البلاد لم يعجبها القرار.
وكشفت صحيفة العربي الجديد ان التفسيرات التي قدمتها لرئاسة الجزائرية اول أمس عبر وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، والأسباب الرئيسة التي دفعت الرئيس إلى اتخاذ قرار تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة عن موعدها المقرر بثلاثة أشهر لم تقنع أحزاب المعارضة في الجزائر.
وقالت الرئاسة الجزائرية إن قرار تقديم الانتخابات الرئاسية مرتبط أولاً بالرغبة في "العودة إلى الوضع الطبيعي وإلى الرزنامة الانتخابية الجزائرية"، واستباق لوجود "تهديدات خارجية حقيقية وملموسة، بما يجعل من تقليص العهدة الأولى ضرورة تكتيكية، استباقاً لاضطرابات مبرمجة"، تتطلب وجود "رئيس وجيش ومؤسسات بجاهزية لمواجهة الأزمات الخارجية".
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس حركة مجتمع السلم، نصر الدين حمدادوش، قوله إن "المبررات التي ذكرتها وكالة الأنباء واضحة في محاولة رفع حالة الغموض، وإزالة نقاط الظل للقراءات والتأويلات السياسية لهذا القرار، توحي برغبة الرئيس في الذهاب إلى عهدة ثانية، والشكل الذي اتُّخِذ فيه القرار بحضور جميع أركان الدولة يدل على أن هذه المسألة محسومة، بدون وجود أي صراع للأجنحة، وهي رسائل إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل".
وأشار المتحدث إلى أن "تنظيم الانتخابات في شهر سبتمبر المقبل، تعني تنظيم الحملة الانتخابية في شهر غشت المقبل، وهذا قد يصعب عملية التفاعل والمشاركة الشعبية الكبيرة معها".
وعاب حمدادوش وفق المصدر ذاته، على تبون عدم إبلاغ القوى السياسية مسبقاً بالقرار، مبرزا ان الرئيس ليس ’’ملزماً من حيث الوجوب باستشارة الأحزاب السياسية في ذلك، ولكن كان الأولى فعل ذلك مباشرة، احتراماً لهم بوصفهم شركاء سياسيين وأساسيين في هذه الانتخابات".
من جانبه وصف رئيس حزب التحالف الجمهوري ومساعد وزير الخارجية الأسبق، بلقاسم ساحلي، المبررات التي قدّمتها السلطة لقرار تقديم الانتخابات بأنها "غير مقنعة عموماً، ولا سيما ما يتعلق بهدف ضبط الأجندة الانتخابية، والتي من المؤكد أن رزنامتها كما حددت سينتج عنها إشكاليات لا يستهان بها، خاصة أن فترة جمع التوقيعات والحملة الانتخابية تتزامن مع مواعيد اجتماعية هامة مثل امتحانات نهاية السنة، وعيد الأضحى، والعطل الصيفية، في حين كان هذا الهدف سيتحقق لو تم إعلان قرار الانتخابات الرئاسية المسبقة بمناسبة خطاب الرئيس في أكتوبر/ الأول الماضي، أمام غرفتي البرلمان، على أن يتم تنظيم الرئاسيات نهاية شهر ماي أو بداية يونيو مثلاً".
واعتبر ساحلي أن المبررات التي قدمتها السلطة من باب الشفافية، أدت في المقابل إلى إرباك سياسي لحلفاء تبون أو خصومه، وهو الأمر الذي يتنافى مع دور تبون ومسؤولياته في ضمان استقرار المؤسسات والمجتمع على حد سواء،
رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، اعتبر ان تبريرات الرئاسة التي طرحتها السلطات، لا تقدم أيَّ تفسير مقنع،
وقال في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "تقديم الانتخابات لثلاثة أشهر يدفع إلى التساؤل عن جدوى ذلك، والمبرر الذي قُدم على أساس العودة إلى التاريخ الطبيعي للانتخابات كان يمكن أن يكون مفهوماً لو تمت العودة بالانتخابات إلى فصل الربيع، في حين أن الرزنامة العادية لأية انتخابات هي انتهاء عهدة وبداية عهدة أخرى".
وأشار إلى أن "المبرر الجيوسياسي غامض لنا، ربما تكون هناك معلومات سرية ليست في متناولنا، وأعتقد أن مضمون التقرير الذي نشرته الوكالة فاقم الغموض أكثر مما قدم توضيحات"، وقال: "فهمنا شيئاً واحداً، وهو أن رئيس الجمهورية مُصرّ على البقاء، فضلاً عن وسم المعارضة بأوصاف تعني إلغاء القبول بالرأي السياسي والإعلامي، وهذا أمر يضر بصورة الرئيس".