ضدا في المغرب..تبون يقدم المهاجرين القاصرين قربانا ليمين نظام ماكرون
بعد رفض الدول المغاربية ترحيل المهاجرين غير النظاميين والقاصرين غير المرفقين ممن لا يحملون أوراقا ثبوتية تؤكد أنهم مواطنوها؛ ها هي الجزائر تتخلى على العهد والوعد، وتبيح لفرنسا ترحيل مواطنيها الجزائريين من فرنسا، وبشكل مخالف للقواعد الإنسانية والحقوقية، والتي تفرض على الدول الحاضنة مسؤولية رعايتهم بما فيها ضمان حقوقهم الفضلى خاصة بالنسبة للأطفال غير المرفقين.
ففرنسا بتوجهها اليميني المعادي للمهاجرين من شمال أفريقيا، ظلت تبتز دول المغاربية، لتقبل ترحيل المهاجرين، إلاّ أن الدول أبت الخضوع للضغط الفرنسي؛ ما أفضى إلى أزمة صامتة بين بلدان شمال إفريقيا وفرنسا.
غير أن المفاجأة فجرها وزير الداخلية الفرنسي "جيرالد دارمانان"، من داخل الجزائر، عندما عبر عن ارتياحه بشأن استئناف التجاوب الجزائري، فيما يخص قضية ترحيل المهاجرين إلى الجزائر؛ بعد زيارة مفاجئة للجزائر، كان جدول أعمالها غير المعلن، هو ترحيل المهاجرين غير النظاميين والقاصرين غير المرفقين.
فما يثير حفيظة الرئيس الجزائري "تبون"، سوى المكاسب الديبلوماسية التي حققها المغرب، لصالح ملف وحدته الترابية، بعد انتزاع اعترافات دولية بمغربية الصحراء، خصوصا بعد أن جددت فرنسا دعمها للطرح المغربي حول مستقبل الصحراء المغربية، فكان الرد تقربه الفج من اليمين الفرنسي ولو على حساب مصالح مواطني بلده.
ففي الوقت الذي استجلبت فرنسا لخطاب الملك محمد السادس، الذي دعاها إلى الخروج من المنطقة الضبابية، وهو ما استجاب له ممثلها أمام مجلس الأمن، بإعلان دعمها لمشروع الحكم الذاتي، بكل وضوح على حد لسان سفير فرنسا الدائم بمجلس الأمن.
غير أن قصر المرادية التقط هذه الإشارة، وسارع يتسول فرنسا على وجه الاستعجال، ويخضع لابتزازها ويقدم المهاجرين غير النظاميين والقاصرين غير المرفقين كقربان للنظام الفرنسي ذو الخلفية اليمينية، بشكل مخالف للقيم الإنسانية والمرجعية الدولية لحقوق الإنسان، خاصة فيما يخص حقوق المهاجرين والرعاية الفضلى للحقوق القاصرين غير النظاميين، بل إن العالم أضحى يعتبر الهجرة حق.
فرغم اختلاف الرتب والمناصب بين وزير فرنسي ورئيس دولة جزائري، إلاّ أن الرئيس الجزائري ارتأى استقبال وزير الداخلية الفرنسي في قصر المرادية، في زيارة مفاجئة رغما عن أنفه، خوفا ومناوئة من وإلى المغرب؛ عبر صفقة غير إنسانية، مفادها إرجاع المهاجرين غير النظاميين والقاصرين غير المفرقين، خدمة لفرنسا ونظامها اليميني المعادي للمهاجرين من شمال أفريقيا.
فالرئيس الجزائري خضع لصفقة المهاجرين مع فرنسا، من أجل كسب ودها نكاية في رفض المغرب القيام بصفقات من هذا النوع؛ الأمر الذي استغلته فرنسا جيدا، وصوبت نحو الجزائر وفق الزمن والظرف، وهي تعلم جيدا سيكولوجية النظام الجزائري الذي يحاول استغلال الأزمة الصامتة بين المكغرب وفرنسا ماكرون.
فرنسا تعرف جيدا كيف تلعب على الوتر الحساس للجزائر، فكلما أرادت تمرير صفقة لصالحها على حساب الجزائر، إلاّ وابتزتها بالقرب من المغرب؛ الأمر الذي يثير مخاوف الجزائر من أي مكسب دبلوماسي للمغرب خوفا من الإحراج، ما يدفع الجزائر إلى تقديم شيك على بياض للفرنسيين مهما كانت كلفته على حساب الجزائريين.