لتأمين سيادتها الطاقية بعد الحرب على غ-زة.. الجزائر تضع غازها في خدمة إسرائيل

كشف خبراء مختصين في الغاز الطبيعي المسال، أن الجزائر خصصت حصة من الغاز قصد سد الاحتياجات الإسرائيلية، بعد أن قدمت الجزائر نفسها بديلا عن مصر من أجل تعويض الخصاص  وتلبية الطلب الداخلي لإسرائيل، لتأمين سيادتها الطاقية، وحتى لا تتأثر بتداعيات الحرب على غزة.

ونقلا عن "أولوميد أجايي" خبير ومحلل معتمد لدى مجموعة "إل إس أي جي" المختصة في تقديم بيانات رصد تحرك سفن الغاز؛ فقد أكد أنه رصد بالفعل تحرك الناقلة الإسرائيلية "سي بيك قطالونيا" وهي فارغة من الغاز نحو مصر، إلا أنها توقفت لبرهة في محطة "إدكو" المصرية للغاز، ثم تحركت لترسو بعد ذلك في المياه الجزائرية بمنشأة "أرزيو".

وتأتي هاته الأزمة بعد أن أغلق حقل الغاز الإسرائيلي "تمار" إزاء العمليات العسكرية على فلسطين، ما فرض على شركة "شيفرون" المكلفة باستخراج الغاز أن تغلق أبوابها بشكل احترازي، خوفا من أي تهديد مضاد للمقاومة الفلسطينية.

وقد أوضح الخبير بناء على المعطيات والبيانات، أن مصر تعتمد على وارداتها من صادرات الغاز الإسرائيلي لتلبية الطلب الداخلي، مشيرا إلى أن مصر توقفت عن تصدير أي حصة من غازها للخارج منذ يوليو 2023، نظرا لارتفاع الطلب الداخلي، وبعد أن صدرت أكثر من نصف الحصة المخصصة للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

وفي خضم الحرب القائمة بين إسرائيل وفلسطين؛ فقد منع النظام الجزائري أي مظاهرة احتجاجية ضد العدوان على الشعب الفلسطيني، رغم خروج الملايين عبر العالم لدعم الفلسطينيين، والدعوة إلى إنهاء الحرب ضدهم.

كما رفضت الجزائر حضور "قمة مصر للسلام" بالقاهرة، من أجل وقف الحرب على فلسطين، وتقديم المساعدات والدعم الإنساني، والبحث في سبل إنهاء القضية الفلسطينية.

وربط الكثيرون هذا الموقف العدائي للنظامي الجزائري، بأنه يأتي نتيجة لتغلغل المخابرات الفرنسية في دهاليز الحكم بقصر المرادية والجيش، حيث ظهر الموقف الجزائري شبيها لمواقف الغرب والفرنسيين من حيث سلوكه مع المتظاهرين.

فرغم أن الخطاب الرسمي الجزائري يتبنى شعارات تظهر التعاطف مع الفلسطين، إلا أنه يتعامل ميدانيا بسلوك الغرب المنحاز لإسرائيل، باعتماد طرق القمع الراديكالية التي ترفض التعاطف مع فلسطين، والتي ظهرت في ألمانيا وفرنسا ودول أخرى غربية.

وقد عبر فلسطينيون عن شكرهم للشعب الجزائري بسب دعمهم للقضية الفلسطينية، بعد تظاهرهم من أجل فلسطين، متفهمين الصعوبة التي واجهتهم مع الشرطة ورفض السلطة السماح لهم، بعد أن سمح لهم للتظاهر بشكل متأخر.

بينما وصفت صحف فلسطينية مواقف النظام الجزائري وقمعه للمظاهرات الداعمة لفلسطين، بالخذلان وأن الترخيص بالتظاهر جاء بعد شعور بالإحراج والخجل.

ورغم أن للحرب كلفة على سيادة الدولة، وعلى استقرارها وأمنها وقراراها السيادي والسيادة الطاقية والسيادة الغدائية، فمن شأن الحرب أن تؤدي إلى انهاك الدول وانهيارها؛ إلا أن الجزائر قدمت خدمة لإسرائيل في حربها على فلسطين، بل إنها أنقذت إسرائيل من إنهيار السيادة الطاقية حتي تبقى قوية وتحافظ على قرارها السيادي من أجل البقاء على موقفها العدائي اتجاه الفلسطينيين والمنطقة ككل.  


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.