دخلت شركة Steadright Critical Minerals الكندية رسميًا مرحلة إعداد الدراسة الاقتصادية الأولية لمشروع TitanBeach، المخصص لاستخراج الرمال الغنية بثاني أكسيد التيتانيوم من السواحل الأطلسية في المغرب، في خطوة استثمارية جديدة تترجم الاهتمام الدولي المتزايد بالموارد الجيولوجية المغربية.
وتم الإعلان عن هذه الخطوة تم نهاية الأسبوع، في إطار شراكة تجمع Steadright بشركة Critical Foundation Metals التي تملك ربع أسهم المشروع، بينما تحتفظ Steadright بالحصة الأكبر البالغة 75%.
وتأتي هذه المبادرة لتفتح الباب أمام دخول أحد المعادن المصنفة “حرجة واستراتيجية” في الأسواق الكندية والأوروبية من بوابة المملكة.
وقد أوكل تكليف إعداد الدراسة إلى شركة ABG Exploration، تحت إشراف الجيولوجي الكندي ألكسندر بيلوبورودوف، مع إرسال عينات من التربة إلى مختبرين متخصصين، أحدهما في مدينة مراكش (AFRI LAB) والآخر في كيبيك الكندية (IGS Lab).
كما يضم المشروع شراكة تقنية محلية مع شركة AlMokhtabar Sarl المغربية، بإشراف الخبير المغربي عمر قيو، الذي أوضح أن المنطقة البحرية المعنية تتميز بتكوينات جيولوجية فريدة ساهمت في تراكم رواسب معدنية غنية بفعل النشاط الساحلي منذ العصور الجيولوجية القديمة.
ويشهد التيتانيوم، وهو مادة أساسية في الصناعات الدفاعية والفضائية والطبية، ارتفاعًا في الطلب العالمي وسط تراجع المعروض وتقييد سلاسل التوريد. ويصنَّف هذا المعدن ضمن قائمة المواد الحيوية من قبل كندا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ما يمنح المشروع بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الطابع التجاري الصرف.
بموازاة هذه التطورات التقنية، أعلنت Steadright عن إطلاق جولة تمويل خاص بقيمة تناهز 970 ألف دولار كندي، تشمل وحدات استثمارية تقليدية وأخرى تعتمد على التدفقات النقدية، بهدف تغطية التكاليف التشغيلية واستكمال مراحل الاستكشاف. وتضمنت العملية إصدار أسهم مرفقة بحقوق شراء مستقبلية، على مدى عامين، بأسعار متفاوتة حسب طبيعة الحصة الاستثمارية.
ووصف الرئيس التنفيذي للشركة، مات لويس، انطلاق الدراسة الاقتصادية للمشروع بأنها تمثل محطة أساسية في رؤية الشركة نحو التوسع في المعادن الحرجة، مبرزًا أن المؤهلات الجيولوجية للمنطقة المغربية، والتعاون المحلي الفعال، يشكلان دعامة قوية لنجاح المشروع.
ويأتي هذا الاستثمار الكندي ليعكس مجددًا الموقع الجيواستراتيجي للمغرب، والفرص الواعدة التي يوفرها في مجال المعادن النادرة، في وقت يشهد فيه العالم سباقًا متسارعًا لتأمين المواد الحيوية الضرورية للتحول الصناعي والطاقي.