في حوار لافت مع صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، سلط عبد القادر الأنصاري الضوء على العمق الاستراتيجي للعلاقات المغربية الصينية، مؤكداً أن المغرب، بفضل موقعه الاستراتيجي كبوابة لإفريقيا وارتباطه بالسوق الأوروبية، أصبح شريكاً محورياً في مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وتجلت معالم هذه الشراكة المتنامية في مدينة محمد السادس طنجة التقنية، التي تمثل نموذجاً حياً للتعاون التكنولوجي بين البلدين. وفي هذا السياق، دعا الأنصاري الشركات الصينية للاستثمار في مشاريع الجيل الجديد، خاصة في مجالات السيارات والإلكترونيات والروبوتات، مشيراً إلى الإمكانات الهائلة التي يوفرها المغرب في هذه القطاعات.
وفي قطاع السيارات الكهربائية تحديداً، يبرز التعاون المغربي الصيني بشكل خاص، حيث يجمع المغرب بين توفر المواد الأولية، والتكنولوجيا المتقدمة، والقوى العاملة المؤهلة. وقد تجسد هذا التعاون في توقيع اتفاقية استثمار ضخمة بقيمة 1.3 مليار دولار مع مجموعة "غوتيون هايتك" لإنشاء مصنع للبطاريات الكهربائية في القنيطرة، والذي تم تعزيزه مؤخراً بمذكرة تفاهم مع صندوق الإيداع والتدبير.
وتعود جذور هذه الشراكة الاستراتيجية إلى عام 2016، حيث كان المغرب سباقاً في شمال إفريقيا بتوقيعه على خطة تنفيذ مبادرة الحزام والطريق في 2022. وقد أثمر هذا التعاون عن نتائج ملموسة، جعلت الصين أكبر شريك تجاري للمغرب في آسيا وثالث شريك على المستوى العالمي.
وفي المجال السياحي، شكل قرار إعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة في 2016 نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، إذ ارتفع عدد السياح الصينيين من 15 ألف سائح في 2016 إلى 200 ألف بعد ثلاث سنوات. ويتطلع المغرب، وفق تصريحات الأنصاري، إلى مضاعفة هذا العدد ليصل إلى 500 ألف زائر خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة.
وتفتح هذه الشراكة الاستراتيجية آفاقاً واعدة للتعاون في مجالات متعددة تشمل البنية التحتية، والطاقة، والصحة، والتعليم، إضافة إلى السياحة.
ويؤكد هذا التطور المتسارع في العلاقات المغربية الصينية على نجاح الرؤية الاستراتيجية للبلدين في بناء شراكة متينة ومستدامة، تستجيب لتطلعات الشعبين وتحقق المصالح المشتركة.
ويؤكد هذا التطور المتسارع في العلاقات المغربية الصينية على نجاح الرؤية الاستراتيجية للبلدين في بناء شراكة متينة ومستدامة، تستجيب لتطلعات الشعبين وتحقق المصالح المشتركة.