الوزير بزكة يسابق الزمن لتجاوز اختلالات الاسلاميين في تدبير السياسية المائية بإنجاز برامج بكلفة. 143 مليارا

أقر‭ ‬نزار‭ ‬بركة،‭ ‬وزير‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء،‭ ‬بوجود‭ ‬معضلة‭ ‬العطش‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يحددها‭.‬

وتحدث‭ ‬برلمانيون‭ ‬لـ‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والمستشارين،‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬الدواوير‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬العطش،‭ ‬وتعرض‭ ‬54‭ ‬مركزا‭ ‬لاضطرابات‭ ‬التزود‭ ‬بالماء،‭ ‬بسبب‭ ‬الجفاف،‭ ‬واستنزاف‭ ‬الفرشة‭ ‬المائية،‭ ‬وتوحل‭ ‬40‭ ‬سدا،‭ ‬ما‭ ‬يضيع‭ ‬مليارين‭ ‬ومائة‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويا،‭ ‬تصب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وسرقة‭ ‬مياه‭ ‬أودية‭ ‬وأنهار،‭ ‬وتبخر‭ ‬أخرى،‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬يقدرون‭ ‬الخسارة،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬ملايير‭ ‬درهم‭.‬

وقال‭ ‬بركة‭ ‬إن‭ ‬مصالح‭ ‬وزارته‭ ‬لم‭ ‬تتهرب‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وتتابع‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدن،‭ ‬بينها‭ ‬تاونات‭ ‬ووجدة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬العطش‭ ‬في‭ ‬المدينتين‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬تآكل‭ ‬شبكة‭ ‬قنوات‭ ‬الربط‭ ‬المائي،‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وأن‭ ‬العمل‭ ‬جار‭ ‬لحل‭ ‬المشاكل‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭.‬

واعترف‭ ‬الوزير‭ ‬بتوحل‭ ‬السدود،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬مصالح‭ ‬وزارته‭ ‬أنجزت‭ ‬دراسات‭ ‬تهم‭ ‬الموضوع‭ ‬ووجدت‭ ‬أن‭ ‬المعدل‭ ‬السنوي‭ ‬للأحجام‭ ‬الضائعة‭ ‬سنويا‭ ‬يبلغ‭ ‬45‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬وأنها‭ ‬وضعت‭ ‬برنامجا‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬المشكل‭ ‬في‭ ‬129‭ ‬سدا‭ ‬صغيرا‭ ‬بكلفة‭ ‬427‭ ‬مليارا،‭ ‬ستنجزها‭ ‬الوكالات‭ ‬الجهوية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المشاريع،‭ ‬أو‭ ‬مصالح‭ ‬وزارة‭ ‬التجهيز‭.‬

وأوضح‭ ‬بركة‭ ‬أنه،‭ ‬بسبب‭ ‬توالي‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭ ‬وبتعليمات‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الشروب‭ ‬ومياه‭ ‬السقي‭ ‬2020‭-‬2027‭ ‬لتسريع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الماء،‭ ‬وربط‭ ‬منظومات‭ ‬التزود‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينها،‭ ‬وإدماج‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظومات‭ ‬كلما‭ ‬أمكن‭ ‬ذلك‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجفاف‭.‬

ويتضمن‭ ‬البرنامج،‭ ‬يضيف‭ ‬الوزير،‭ ‬محاور‭ ‬كثيرة‭ ‬وبكلفة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬143‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬عوض‭ ‬115،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متضمنة‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الأولى،‭ ‬وتتجلى‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬20‭ ‬سدا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وسدود‭ ‬صغيرة‭ ‬للتنمية‭ ‬المحلية،‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬والربط‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية،‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية،‭ ‬وتطوير‭ ‬منشآت‭ ‬التزويد‭ ‬بمياه‭ ‬الشرب‭ ‬بالوسطين‭ ‬الحضري‭ ‬والقروي،‭ ‬لدعم‭ ‬الماء‭ ‬الشروب‭ ‬للسكان،‭ ‬ومواصلة‭ ‬إنجاز‭ ‬برنامج‭ ‬التحويل‭ ‬إلى‭ ‬الري‭ ‬الموضعي‭ ‬والتنمية‭ ‬المائية‭ ‬الفلاحية،‭ ‬وإعادة‭ ‬استخدام‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المعالجة‭ ‬لسقي‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء،‭ ‬وملاعب‭ ‬الكولف‭.‬

وأكد‭ ‬البرلمانيون‭ ‬أن‭ ‬بركة‭ ‬صحح‭ ‬أخطاء‭ ‬وزراء‭ ‬حكومة‭ ‬الإسلاميين،‭ ‬الذين‭ ‬تأخروا‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية،‭ ‬وتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭.‬

وأعلن‭ ‬بركة‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططه‭ ‬الحكومي‭ ‬عبر‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬للربط‭ ‬بين‭ ‬الأنظمة‭ ‬المائية‭ ‬لضمان‭ ‬التزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الشروب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬طنجة،‭ ‬وأكادير‭ ‬وتاركيست‭ ‬والبيضاء‭ ‬الكبرى‭ ‬وجهة‭ ‬الرباط‭ ‬ومراكش‭ ‬آسفي،‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجاز‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬والرفع‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للبعض‭ ‬منها،‭ ‬وإدراج‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة،‭ ‬وإدراج‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية‭ ‬لسبو‭ ‬وأبي‭ ‬رقراق،‭ ‬وإنجاز‭ ‬شطره‭ ‬الاستعجالي‭ ‬بتكلفة‭ ‬6‭ ‬ملايير‭ ‬درهم،‭ ‬وإنجاز‭ ‬أثقاب‭ ‬وتجهيزها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬غلاف‭ ‬مالي‭ ‬يفوق‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬سنويا،‭ ‬وإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬بالبيضاء‭ ‬بقدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تبلغ‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬وإعطاء‭ ‬انطلاقة‭ ‬أشغال‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬بالداخلة‭ ‬بقدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تبلغ‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬بسيدي‭ ‬إفني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للكهرباء‭ ‬وللماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‭.‬