أثار اختيار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لاحتضان العرض العالمي الأول للفيلم المصري المرتقب “الست” موجة غضب في الأوساط السينمائية المصرية، بعدما رأى عدد من المهنيين أن هذا القرار ينتزع من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حقه الطبيعي في تقديم فيلم يتمحور حول واحدة من أعظم رموز تاريخ مصر الفني أم كلثوم.
وفي الوقت الذي كانت فيه التوقعات متجهة نحو كشف الفيلم لأول مرة في القاهرة، تفاجأ كثيرون بكون العرض الافتتاحي سيُقام خارج البلاد. هذا التحول أجج نقاشاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون ومخرجون عن استغرابهم من الخطوة، معتبرين أن فيلمًا يستعيد سيرة “كوكب الشرق” يحمل بعداً وطنياً وثقافياً يجعل القاهرة المكان الأكثر منطقية لانطلاقته.
وتضاعفت التساؤلات حول أسباب هذا الاختيار، خصوصاً أن الشريط يُصنّف ضمن الإنتاجات الضخمة التي تحتفي بالتراث الموسيقي المصري من خلال معالجة درامية حديثة. وذهب البعض إلى القول إن تقديم العمل لأول مرة في مراكش قد يُفهم كرسالة غير مريحة حول توجهات المنتجين ورهانهم على حضور دولي أوسع على حساب الارتباط الرمزي بالفنانة الراحلة.
ورغم غياب أي بلاغ رسمي من طاقم الفيلم يوضح خلفية هذا القرار، إلا أن النقاش انقسم بين وجهتي نظر متباينتين، فمن جهة، يرى مؤيدون أن مهرجان مراكش أصبح محطة سينمائية ذات وزن عالمي، وأن افتتاح الفيلم فيه يمنحه نافذة أقوى على المشهد الدولي، خصوصاً مع الحضور المكثف للنقاد والمخرجين العالميين. ومن جهة أخرى، يعتبر معارضون أن إبعاد العرض الأول عن مصر يفرغ تجربة الفيلم من بعدها الثقافي الأصلي، ويحرم الجمهور المصري من لحظة الافتتاح التي تحمل بعداً معنوياً كبيراً.
ويجمع الفيلم نخبة من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المصرية إذ تتصدره منى زكي في دور شديد التعقيد، بإدارة المخرج مروان حامد وكتابة أحمد مراد، الثنائي المعروف بقدرتهما على بناء عوالم بصرية قوية ورؤى درامية متماسكة. كما يضم الفيلم ظهوراً لعدد من النجوم مثل عمرو سعد ومحمد فراج كضيوف شرف، في محاولة لإعادة رسم التحولات الكبرى التي طبعت مسيرة أم كلثوم بأسلوب بصري معاصر.
ويُرتقب أن يمنح المهرجان للفيلم منصة دولية لافتة بفضل شبكة الضيوف التي يستقطبها سنوياً، وهو ما قد يفتح الباب أمام نقاش نقدي واسع قبل وصول “الست” إلى دور العرض في العالم العربي، ويزيد من فضول الجمهور حول الطريقة التي سيُعاد بها تقديم أسطورة أم كلثوم على الشاشة الكبيرة
