اذا كنا نقصد بالمقاربات الزجرية تلك العقوبات السالبة الحرية ، فان واقع الحال وتكرار نفس الاعمال الاجرامية بالملاعب المغربية بصورة اكثر شراسة وعدوانية اتجاه الاشخاص والممتلكات يحيلنا على الخلاصة التالية : لم تفلح المقاربة الزجرية بكل صرامتها في كسر شوكة الشغب بالملاعب المغربية .. الواقع ان التردد على السجون من طرف كثير من المتشددين من ذوي السوابق الجنائية و الأحداث القاصرين الذين يندسون بين صفوف مجموعات الالتراس ، جعلهم يزدادون امعانا في الإضرار بأمن المواطنين واكثر اصرارا على مهاجمة رمزية الدولة التي يمثلها رجال الامن وإتلاف مرافق المنشئات الرياضية ، بل جعلهم اكثر اصرارا على اتيان افعال التخريب و والتروبع و ضرب الممتلكات الخاصة .. واش لازم منع التنقلات بين المدن ديال الجماهير الرياضية ، والماتشات يحضرهم فقط الجمهور المحلي ؟ واش يتم تعديل القانون 09-09 باش يتضمن عقوبات ردعية في حق القاصرين اقل من 18 سنة ،.. وغرامات مالية في حق الاباء واولياء امورهم ؟ واش هاد الكوارث الدرامية التي تتسبب بانتظام في سقوط الجرحى وبعض القتلى ( احيانا ) في الشوارع تقتضي من المسؤولين على كل المستويات تنظيم المباريات بدون جمهور ؟
المفارقة الغربية هي ان المشهد الرياضي غادي بسرعات متباينة .. ففي الوقت الذي تحسن فيه المستوى ديال الملاعب وارتفع الاداء الفني للاندية المغربية بشكل كبير .، والدليل تواجد الوداد وبركان في نهائي بطولة افريقيا للأندية وكاس العصبة ، نجد الهمجية والعدوانية والإجرام يعكرون صفو الملاعب ويفسدون صورة البلد .. في نفس المشهد السريالي نشاهد من جهة أخرى و بأم العين التطور الجمالي الخلاق على صعيد الشكل والمضمون ديال التيفوهات التي تحولت الى ساحة للتنافس الجميل بين فصائل الالتراس عبر ربوع الوطن .. الحقيقة ان الاسئلة اكثر غزارة من الأجوبة .. واش ؟.. واش ؟.. واش ؟..
واش مادام العنف بمناسبة الكرة وصل للذروة والتطرف ديالو .. واش يمكن يأتي يوم من الايام نقولو فيه بناقص من هاد الكرة كاع .. ما دامت مقترنة بأخبار الموت والترهيب هنا وهناك ؟؟؟ .. للحديث بقية ..