العرب.. برامج حوارية تنقلب إلى حلبة صراع-فيديو

عندما يحتدم النقاش وتختلف الرؤى والمواقف، لا يكثرت ضيوف البرامج الحوارية في التلفزيونات العربية للكاميرات، وملايين المشاهدين الذين يتابعونهم عبر المباشر، حيث تنفلت منهم كلمات السب والشتم، وتكفهر وجوههم ليطلقون العنان بعدها للكمات والركلات.

يكفي فقط كتابة "عراك في برنامج تلفزيوني" على محركات البحث في شبكة الأنترنيت، لتظهر أعداد كبيرة من مقاطع الفيديو لضيوف انعدمت لديهم ميكانزمات الحوار، وتقبل الرأي الآخر، فيتحول بلاطو التصوير إلى حلبة صراع وقذف وسب وتصغير الأخر.

صحيح أن للبرامج الحوارية السياسية نصيب الأسد من احتدام النقاش والانتهاء بمعركة قد تكسر فيها الكراسي والطاولات، وتمزق البذلات وآداب الحوار، إلا أن للبرامج الحوارية التي تناقش مواضيع تخص المجتمع أو الدين باع أيضا.

ويرى العديد من المتابعين أن ما يقع في البرامج الحوارية هو فقط انعكاس لما يعيشه الحوار في البلدان العربية على اختلافها بين المعارضة والموالاة، مقارنين بينها وبين المواجهات التي تنقلها القنوات الأجنية حيث يتحدث الطرف الأول وينصت الطرف الثاني، ليصمت ويتيح الآخر الفرصة ليعبر كما يشاء.

وقد يختلف المشاهدون على الطرف الذي يؤيدونه، إلا أن الضحك على النهايات مع التأسف على الأوضاع يوحد الجميع، ويصبح ضيوف البرامج وحتى المقدم أحيانا مادة دسمة للسخرية يتشاركها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.