كشفت يومية “الصباح”، في عددها الأخير، عن معطيات صادمة حول الوضع الأمني في مليلية المحتلة، بعد أن عاينت ميدانيا أحياء أصبحت فعليا تحت سيطرة شبكات تهريب الكوكايين والأسلحة النارية، في حين تراجع نفوذ الأجهزة الأمنية الإسبانية إلى أدنى مستوياته.
ووفق ما نقلته الجريدة، فإن مسلحين يجوبون أحياء معينة في المدينة، ويعرضون مسدسات للبيع بثمن لا يتجاوز 900 درهم، في مشهد يعكس حالة الانفلات غير المسبوق داخل مليلية. وأبرزت الصحيفة أن حي “كانيادا” (كامايو) بات بمثابة “منطقة محرمة”، تتجنب قوات الأمن الإسبانية الدخول إليها رغم تطويقها بثكنات عسكرية.
وتضيف “الصباح” أن العصابات التي تسيطر على الحي نشرت حواجز بشرية لمراقبة حركة السكان والزوار، وتحدد مسارات المرور داخل الأزقة، فيما تترصد تحركات الغرباء بدقة، ما يجعل الحي تحت إدارة موازية خارجة تماما عن سلطة الدولة الإسبانية.
وتؤكد الجريدة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن غالبية المسلحين ينتمون لشبكات عابرة للحدود تنشط في تهريب السلاح والكوكايين والمخدرات الصلبة، ويُشتبه في تورط بعضهم في قضايا مطلوبة لدى المغرب، بينما يمتلك آخرون مشاريع في إقليم الناظور تُستغل لتمويه الأنشطة الإجرامية وتبييض الأموال.
وخلال الجولة الميدانية لـ “الصباح”، اعترض مسلحون السيارة التي كان يستقلها طاقم الجريدة، وفرضوا عليهم تغيير المسار، قبل أن تطاردهم سيارة مجهولة قامت بمناورات خطيرة لإجبارهم على الانحراف، ما يبرز – حسب التقرير – مدى تحكم العصابات في المنطقة واستعدادها لمواجهة أي اختراق.
وتشير المعطيات التي أوردتها الصحيفة إلى ارتفاع عدد الورشات السرية لصناعة الأسلحة والذخيرة داخل مليلية، رغم حملات التفكيك التي يقوم بها الحرس المدني؛ وهي ورشات تعتمد بشكل كبير على معلومات يوفرها أشخاص من أصول مغاربية.
وتؤكد “الصباح” أن أسلحة الكلاشينكوف أصبحت الأكثر انتشارا، وتستعملها العصابات في تهديد المغاربة المقيمين أو العابرين للمدينة، كما تلجأ إلى استعراضها فوق أسطح المنازل لفرض الهيبة ونشر الرعب.
وترى فعاليات مدنية – كما تنقل الصحيفة – أن هذا الانفلات يشكل تهديدا مباشرا للأمن المغربي بالنظر إلى سهولة تهريب السلاح نحو شمال المملكة، في ظل بحث العصابات عن أسواق جديدة للترويج، وتزامن ذلك مع تصاعد نشاط شبكات تهريب الكوكايين.
وتختم “الصباح” قراءتها بالإشارة إلى أن التحقيقات الإسبانية الأخيرة كشفت أن جزءا مهما من الأسلحة المصنّعة في مليلية يُوجه لشبكات تهريب البشر، ما يوسع دائرة الخطر ويؤكد وجود منظومة إجرامية متعددة الأذرع تجمع بين السلاح والاتجار في المخدرات والابتزاز.