في خرجة سياسية مثيرة حملت نبرة ساخرة ورسائل مبطنة، رد وزير العدل عبد اللطيف وهبي على انتقادات غير متوقعة وجهت له من داخل فريق حزبه، حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين.
الوزير وهبي، الذي بدا متفاجئا من حدة اللهجة التي استعملتها نائبة برلمانية تنتمي إلى نفس الحزب، اختار أن يرد بطريقة مازحة قائلا: “واقيلا أنا الوحيد اللي بقيت في الأغلبية”، في إشارة واضحة إلى أن بعض برلمانيي حزبه باتوا يعبرون عن مواقف أقرب إلى المعارضة، رغم وجود الحزب ضمن مكونات الأغلبية الحكومية.
وجاء هذا الموقف خلال تفاعل الوزير مع سؤال برلماني يتعلق بملف التعويضات المرتبطة بحوادث السير المميتة، وهو الموضوع الذي أثار نقاشا واسعا داخل الأوساط الحقوقية والمهنية بسبب ما يُوصف ببطء وتعقيد المساطر الخاصة بصرف هذه التعويضات لفائدة الضحايا وذوي الحقوق.
تصريحات وهبي اعتُبرت من قبل متتبعين رسالة سياسية غير مباشرة إلى مكونات الأغلبية، تعكس حالة التوتر الكامن داخل بعض الفرق النيابية، وتعيد إلى الواجهة الجدل حول الانسجام الحكومي ومدى التزام كل مكون سياسي بخط الأغلبية التي يشارك فيها.