أزاحت فرقة نقولو “Action” الستار عن عملها المسرحي الجديد “هاربات” على خشبة المركز الثقافي ببنسليمان وذلك يوم أمس الأحد 5 أكتوبر الجاري، في إطار برنامج وزارة الشباب والثقافة والتواصل لدعم وترويج الإنتاجات المسرحية برسم سنة 2025.
وكشفت أمنية الشفشاوني في تصريح خصت به جريدة بلبريس الالكترونية عن قصة العمل وكواليس الاشتغال عليه مؤكدة أن المسرحية تضع الجمهور أمام أربع نساء وجدن أنفسهن محاصرات بظروف قاسية دفعت بهن إلى التفكير في الهجرة باعتبارها الأمل الوحيد للخلاص. غير أن الحلم سرعان ما يتحول إلى متاهة مغلقة أشبه بنفق لا نهاية له، حيث يختلط الخوف بالخذلان، وتتشابك الأسئلة الوجودية مع صراعات داخلية تمزق الشخصيات بين الرغبة في النجاة والاستسلام للواقع.
وأضافت خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي أن مسرحية “هاربات” لا تكتفي بسرد حكايات عن الهجرة، بل تحاول أن تثير تساؤلات أعمق: هل ينجو من يهرب فعلًا، أم أن الهروب مجرد وهم يقود إلى سقوط جديد؟
وأضافت أمنية الشفشاوني أن فكرة المسرحية جاءت بعدما استغلت برفقة فريق العمل في عمل سابق مما دفعهم إلى التقارب من بعضهم والتفكير في أجاز مسرحية تجمعن وهو ما تحقق بعد عرض الفكرة على المخرج عبد الفتاح عشيق
وتجسد الخشبة شخصيات متباينة، أبرزها شامة التي تعرف خفايا المكان وتفرض سلطتها بإيهام الوافدات الجدد بأنها تملك مفتاح الخلاص، بينما هي في الحقيقة من يغلق الأبواب. إلى جانبها تظهر سعيدة المستسلمة للصمت والخوف، وأمال التي تجسدها أمنية الشفشاوني والتي تكتشف تدريجياً أنها أسيرة الدوامة ذاتها، فيما تحضر عائشة في مشاهد استرجاعية تحكي رحلتها المأساوية وصولاً إلى نهايتها المأساوية بالانتحار.
العمل يمزج بين التراجيديا والبعد النفسي، ويعتمد على إضاءة وديكور مكثف لزيادة حدة التوتر بين الوهم والحقيقة، وبين الرغبة في الصعود والخشية من السقوط.
وتشارك في أداء الأدوار كل من خولة احجاوج، أمنية الشفشاوني، هاجر المسناوي، وحفصة الخال التي وقّعت النص أيضاً، فيما أخرج المسرحية عبد الفتاح عشيق.
وعن التخوف من ردود أفعال الجمهور خاصة وأن العمل يناقش موضوعا يعتبر من الطابوهات، قالت الشفشاوني إن الجمهور من حقه التعبير عن رأيه في أي عمل فني و أن الجدل الذي يحدثه أي عمل يعتبر جدلا ايجابيا معناه ان الجمهور تفاعل مع قضية النص وان فريق العمل استطاع ان يوصل الفكرة والموضوع بالشكل الذي اثار انتباه الجمهور وشاركه في النقاش وهذا هو الهدف من الأعمال الفنية
