خبير : هذا هو الحل الوحيد الذي تراه أمريكا لطي نزاع الصحراء

يستعد مجلس الأمن الدولي للتصويت في أكتوبر المقبل على قرار جديد بشأن الصحراء المغربية، وسط مشاورات دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة لإرساء أولوية مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب عام 2007 كحل وحيد للنزاع.

وتأتي هذه التطورات مدعومة بموقف واضح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جدّد دعمه للمبادرة في رسالة إلى الملك محمد السادس، واصفا إياها بالجدية والواقعية.

وفي هذا الصدد أكد عبد النبي صبري، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن نزاع الصحراء المغربية المفتعل يشهد تحولات مفصلية، أبرزها الدور الأمريكي الذي تطور ليعتبر مخطط الحكم الذاتي الحل الوحيد المطروح على طاولة المفاوضات.

وفي تصريح خص به جريدة بلبريس الإلكترونية، أوضح صبري أن استقراء الوقائع وفهم الضوابط الجيوسياسية للملف يؤكد أن الاعتراف الأمريكي الصريح بمغربية الصحراء عام 2020 شكل نقطة تحول أساسية.

وشدد  صبري على أن هذا الموقف “سيادي” وليس “سياسيا”، مما يضمن ثباته واستمراريته، وهو ما ثبت عكس توقعات الخصوم الساذجة التي راهنت على تغييره مع تبدل الإدارات الأمريكية.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى التطور الذي عرفته النظرة الدولية لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007. فبعد أن كان المجتمع الدولي يراها مبادرة واقعية وقابلة للتطبيق، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، في ظل ما وصفه بـ “الدبلوماسية الملكية”، تعتبرها الأساس الحصري لأي حل سياسي.

وخلص صبري إلى أن العلاقات المغربية الأمريكية والتحولات التي شهدها ملف الصحراء أدت إلى ترسيخ قناعة لدى واشنطن بأنه لا يمكن إيجاد مخرج للنزاع خارج منطق الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة جددت في أبريل الماضي دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي.ففي بيان صدر بتاريخ التاسع من أبريل 2025، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن المحادثات لحل النزاع يجب أن تجري فقط على أساس خطة المغرب للحكم الذاتي.

وجاء هذا التأكيد عقب اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث شدد الوزير الأمريكي على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو “الإطار الوحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين”.

وفي انتظار الموقف الرسمي من الجزائر وخلفها جبهة البوليساريو، تبدو المرحلة المقبلة حاسمة في إعادة تشكيل مسار هذا الملف على الساحة الدولية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *