في السنوات الأخيرة، فرض تطبيق “تيك توك” نفسه بقوة على ساحة التواصل الاجتماعي، متجاوزًا كل التوقعات من حيث عدد المستخدمين، خصوصًا في صفوف الشباب والمراهقين.
وانطلق التطبيق في البداية كمنصة لمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة ذات الطابع الترفيهي، لكن سرعان ما تحوّل إلى فضاء متعدد الأبعاد، يجمع بين الترفيه، التعليم، التسويق، وحتى التعبير السياسي.
ويُعتبر تيك توك اليوم من أكثر التطبيقات تأثيرًا على الفئات العمرية الصغرى، حيث يوفر محتوى سهل الاستهلاك، يعتمد على سرعة الإيقاع، البساطة، والمؤثرات البصرية والصوتية الجذابة. لكن هذا الانتشار الواسع أثار العديد من التساؤلات حول نوعية المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون، ومدى تأثيره على تشكيل وعيهم، خصوصًا في ظل غياب رقابة فعلية على ما يتم تداوله.
من جهة أخرى، مكّن التطبيق العديد من الشباب من التعبير عن أنفسهم، عرض مواهبهم، وربما حتى تحقيق شهرة وثروة لم تكن ممكنة عبر الوسائل التقليدية. كما استُخدم في نشر حملات توعوية، تعليمية، وصار منصة للتأثير في الرأي العام، مما يبرز الجانب الإيجابي له إذا تم استخدامه بوعي ومسؤولية.
لكن، ورغم هذه الإيجابيات، يُحذر المختصون من مخاطره النفسية والاجتماعية، كالإدمان الرقمي، التأثير على التقدير الذاتي، وانتشار بعض الظواهر السلبية مثل التنمر، التقليد الأعمى، والمحتوى غير الأخلاقي.
في الأخير، يبقى “تيك توك” أداة قوية تعكس طبيعة العصر الرقمي الذي نعيشه، بين الحرية والانفتاح من جهة، وبين الحاجة إلى الوعي والرقابة الذاتية من جهة أخرى.
ويطرح مراقبون تساؤلا عريضة بشأن السلوكيات المترتبة عن مدمني تطبيق تيكتوك، مفادها “إن كان تيك توك يتحكم في مستعمليه، ويشكل وعي فئة عريضة من الشياب، أم أن الوضع تحت سيطرة البشر؟”