استقالة تهز قيادة شبيبة “البيجيدي”

في خطوة تعكس عمق التصدعات الداخلية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية، أعلن آدم العادي، الكاتب الجهوي السابق لشبيبة الحزب بجهة مراكش آسفي، استقالته من منصبه وتجميد نشاطه التنظيمي، بعد مسار نضالي امتد لأكثر من خمسة عشر عامًا داخل الحزب.

المسؤول في شبيبة الحزب الإسلامي، الذي شغل خلال مساره مسؤوليات تنظيمية متعددة على المستويات الإقليمية والجهوية والوطنية، اختار مغادرة موقعه القيادي بعد ولايتين على رأس الشبيبة الجهوية، في قرار مفاجئ وإن بدا في ظاهره هادئًا ومبررًا بأسباب شخصية وتنظيمية، فإنه في عمقه يعكس حالة من الإنهاك والتباعد بين الخطاب الداخلي للحزب وواقع تدبيره.

في رسالة استقالته الموجهة إلى الكتابة الوطنية لشبيبة الحزب، أكد العادي أنه اتخذ القرار بعد “تفكير عميق وتقييم للظروف الشخصية والعملية”، مشيرًا إلى أن من بين دوافعه الرغبة في إفساح المجال أمام طاقات جديدة. غير أن المضمون العاطفي العميق الذي حمله تصريحه الصحفي، أوحى بأن الاستقالة ليست فقط قرارًا تنظيميًا، بل تعبير عن خيبة سياسية ونفسية تراكمت مع الوقت.

وقال  المتحدث بصراحة لافتة: “لم أكن أتصور أن يأتي هذا اليوم بهذه السلاسة، لكنه جاء بقناعة وهدوء”، مضيفًا أن سنوات النضال داخل الحزب علمته أن التنظيم ليس مجرد هيكل إداري، بل مدرسة للصبر ومنصة للدفاع عن الحقيقة، في إشارة ضمنية إلى فقدان هذه الروح داخل الهياكل الحالية للحزب.

هذا النوع من الخروج “الهادئ”، والمتعمد في لغته الرمزية، يُقرأ من قبل مراقبين على أنه مؤشر جديد على أزمة أعمق داخل الحزب، الذي ما زال يعيش على وقع ارتدادات الهزيمة الانتخابية لسنة 2021، ويواجه صعوبات كبيرة في إعادة بناء ثقته الداخلية والحفاظ على مناضليه، خصوصًا من جيل الشبيبة الذي كان دومًا خزانه الأساسي في العمل الميداني والتنظيمي.

ورغم حرص العادي على التأكيد بأن استقالته ليست قطيعة مع الفكرة أو المبادئ، بل خطوة شخصية من أجل التوازن، فإن عباراته الختامية – “خدمة الوطن لا تقتصر على الانتماء التنظيمي، بل يمكن أن تتم من خلال صوت حر وصادق” – تعكس تحولًا في القناعة، وربما تمهيدًا لموقع جديد خارج أسوار “البيجيدي”.

وترى مصادر في الشبيبة أن “استقالة العادي، إذن، ليست مجرد تغيير في موقع مسؤول، بل فصل إضافي في قصة حزب يتعرض لتآكل داخلي هادئ، قد لا يظهر في العلن بصخبه، لكنه يتسلل بصمت إلى قلب التنظيم، ويهدد قدرته على الاستمرارية بنفس الروح التعبوية التي ميزته لسنوات”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *