استعرضت قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار خلال فعاليات المحطة الثالثة من برنامج “مسار الإنجازات” المنعقدة يوم أمس السبت بكلميم، الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة في مختلف القطاعات التنموية بالجهة. وأبرز المتحدثون المشاريع المهيكلة التي تم إنجازها بجهة كلميم واد نون، والتي تشمل تطوير البنية التحتية الصحية والتعليمية والطرقية، بالإضافة إلى المشاريع الكبرى في مجال الطاقة المتجددة والفلاحة. وجدد الحزب التزامه بمواصلة دينامية الإصلاح وبناء الدولة الاجتماعية التي أرادها جلالة الملك محمد السادس، في إطار النموذج التنموي الجديد.
وأكدت القيادات الحزبية خلال اللقاء على الدور المحوري الذي يلعبه حزب التجمع الوطني للأحرار في تنزيل السياسات العمومية وتحقيق التنمية الشاملة. وتم تسليط الضوء على النهج التشاركي الذي يتبناه الحزب في تدبير الشأن العام، من خلال العمل الميداني المستمر والتفاعل المباشر مع حاجيات المواطنين. كما أشاد المتدخلون بالرؤية الاستراتيجية لرئيس حزب عزيز أخنوش، والتي مكنت من تحقيق إنجازات ملموسة في مختلف جهات المملكة، مؤكدين أن مسار الإنجازات يترجم التزام الأحرار بمواصلة بناء مغرب الحداثة والتقدم تحت القيادة الرشيدة للملك.
-اخنوش :البرنامج الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية أعطى تموقعا لجهة كلميم
أفاد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، يوم أمس السبت بكلميم، بأن البرنامج الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية قد منح الجهة موقعاً استراتيجياً عبر سلسلة من المشاريع المهيكلة المنفذة أو الجاري تنفيذها، أبرزها الطريق السيار تيزنيت-الداخلة ومحطات تحلية المياه التي ستغطي مساحة تتجاوز 10 آلاف هكتار، مما سيحدث نقلة نوعية في ملامح المنطقة.
جاء ذلك، خلال لقاء جمعه بسكان الأقاليم الأربعة لجهة كلميم-واد نون، حيث أعرب عن سعادته بالتواصل مجدداً مع أبناء هذه المناطق المعروفة بوطنيتها الصادقة وإسهامها الدائم في خدمة الصالح العام. وأشار إلى زياراته المتعددة للمنطقة التي بلغت خمس مرات، معتبراً أن لقاء اليوم يتميز بحضور نوعي وكثافة غير مسبوقة، إذ شارك فيه ثمانية وزراء وأكثر من نصف أعضاء المكتب السياسي للحزب، بالإضافة إلى برلمانيين ومستشارين ومناضلين، في إطار المحطة الثالثة من الجولة الوطنية “مسار الإنجازات”.
وتوقف رئيس الحزب عند الجهود المبذولة من قبل رئيسة الجهة مباركة بوعيدة، مستذكراً الإسهامات التأسيسية لرموز المنطقة وعلى رأسهم الراحل الحاج علي بوعيدة، مشيداً في الوقت ذاته بالدماء الجديدة المتمثلة في النائبة البرلمانية نادية بوعيدة. كما استعاد ذكريات عمله الإقليمي سنة 2007 كعضو في المجلس الإقليمي لتيزنيت تحت رئاسة العربي أقسام، ثم تجربته على رأس جهة سوس-ماسة التي شهدت تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة في سيدي إفني.
وأكد أن الانطلاقة الحقيقية للمشاريع الكبرى تزامنت مع عهد جلالة الملك محمد السادس، الذي يولى المنطقة عناية خاصة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل بجدية على تنفيذ البرنامج الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية الذي أعاد رسم الخريطة التنموية للمنطقة. وفي القطاع التعليمي، سلط الضوء على الإصلاحات التي نالت اعترافاً دولياً، موضحاً أن برنامج “مؤسسات الريادة” شمل 80 مدرسة بالجهة، مع إضافة 10 ثانويات إعدادية قريباً، تمهيداً لتعميم التجربة على كافة الأقاليم.
وفي المجال الصحي، كشف عن أن كلية الطب بكلميم ستبدأ تخريج دفعات من الأطباء اعتباراً من 2029، بمعدل 100 طبيب سنوياً، ما يعني 500 طبيب خلال خمس سنوات وألف طبيب في عقد من الزمن، وهو ما سينعكس إيجاباً على الخدمات الصحية بالأقاليم الأربعة. وأشار إلى أن المنطقة ستشهد في السنوات المقبلة دينامية تنموية غير مسبوقة بفضل العناية الملكية المستمرة.
وفي معرض حديثه عن أداء الحكومة، نوه بالتنسيق بين أعضائها والكفاءات التي تضمها، مؤكداً أن الإنجازات المتحققة هي ثمرة عمل جماعي تنفيذاً للتوجيهات الملكية. كما أشاد بمستوى النقاش في برنامج “نقاش الأحرار”، داعياً المشاركين إلى التعبير بحرية، مع التأكيد على أن الحكومة ستبني قراراتها على الملاحظات المقدمة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن “مسار الإنجازات” يمثل خطة عمل ميدانية لتحقيق الرؤية الملكية، معرباً عن ثقته بمستقبل واعد لجهة كلميم-واد نون بفضل تضافر جهود السكان والمسؤولين ودعم الدولة.
-نادية فتاح :التجمع ليس تنظيم سياسي بل هو عائلة وطنية كبيرة
في هذا الصدد، أكدت نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية وعضوة المكتب السياسي للحزب، على أن حزب التجمع الوطني للأحرار ليس مجرد تنظيم سياسي، بل هو “عائلة وطنية كبيرة” تقوم على العمل الجاد والثقة والغيرة على الوطن.
وأوضحت أن جهة كلميم وادنون حققت نموًا سنويًا بنسبة 5.5%، مقابل 3.6% من نسبة النمو على المستوى الوطني، ما يعكس نجاح السياسات التنموية والاقتصادية بالجهة. وأضافت أن الاستثمار هو مفتاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى مشاريع ضخمة في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، منها مركز استشفائي جامعي جديد بسعة 300 سرير ومستشفى جهوي بكلميم بطاقة 250 سريرًا، إلى جانب مشاريع إعادة تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز التي استفادت منها آلاف الأسر بالجهة.
كما كشفت نادية فتاح عن دينامية الاستثمار الجهوي حيث تمت المصادقة على مشاريع تفوق قيمتها 12 مليار درهم، توظف آلاف المناصب، إضافة إلى دور الجهة كفاعل رئيسي في مشاريع الطاقة المتجددة، خصوصًا الهيدروجين الأخضر.
-رشيد الطالبي:معارضة ”مرتبكة”وعاجزة عن تقديم مشروع بديل
من جانبه، وصف راشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي للحزب، المعارضة، بـ”المرتبكة” والعاجزة عن تقديم مشروع بديل، معبرًا عن ثقة حزب الأحرار في العودة لقيادة الحكومة في انتخابات 2026، معتبرا أن الحكومة وأغلبيتها قوية، بينما المعارضة تعيش حالة ارتباك، مؤكدًا أن حزب الأحرار يواصل تأطير المواطنين والحرص على التواصل معهم
وأكد على شرعية صناديق الاقتراع التي أفرزت الحكومة الحالية، منتقدًا منطق التشكيك في المؤسسات، ومبرزًا احترام الحزب للقانون، على عكس بعض الأحزاب الأخرى التي تتلقى انتقادات المجلس الأعلى للحسابات.
-اوجار :”حزب الأحرار”متمسك بالإيديولوجية القائمة على الديمقراطية الاجتماعية
من جهته، شدد محمد أوجار، عضو المكتب السياسي والوزير السابق، على تمسك حزب الأحرار بالإيديولوجية القائمة على الديمقراطية الاجتماعية، معبراً عن سعادة مناضلي الحزب بالمساهمة في بناء الدولة الاجتماعية التي يرعاها جلالة الملك محمد السادس. وأكد أن الحزب لا يسعى وراء المناصب بل يخوض جهاداً ضد التهميش والفقر.
وأشار أوجار إلى تاريخ التجارة في جهة كلميم من خلال سوق “أمحيريش” التاريخي، مستحضرًا المبادرة الملكية الأطلسية التي تهدف إلى فتح أفق اقتصادي لدول الساحل نحو المحيط الأطلسي.
-بايتاس :هناك تلاحم يومي لمناضلي الحزب مع المواطنين
أما مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، فقد تطرق إلى التحديات التنموية التي تواجه جهة كلميم وادنون، مبرزًا التلاحم اليومي لمناضلي الحزب مع حاجيات المواطنين. وأكد أن الحزب ربح ثقة الساكنة عبر الصدق والاستمرارية والبناء، ولفت إلى أن مطالب السكان لا تقتصر على المناصب بل على التنمية الحقيقية.
وشدد بايتاس على أنه سيظل ممثلاً لصوت الساكنة، مجدداً التأكيد على التزام الحزب بخدمة المصلحة العامة.
-البواري : رأس المال البشري العنصر الأساسي للتنمية
أحمد البواري، عضو المكتب السياسي ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فقد ركز على ثروات جهة كلميم وادنون الطبيعية، من سواحل ومناخ زراعي مميز، ورأس المال البشري العنصر الأساسي للتنمية. وتحدث عن إصلاحات استراتيجية في الزراعة، خاصة زراعة الصبار التي تأثرت بآفة الحشرة القرمزية، مع تطوير أصناف مقاومة وتوسيع المساحات المزروعة بشكل كبير خلال السنوات المقبلة.
وتحدث عن ملف الماء الحيوي، عبر مشاريع ضخمة لتحلية مياه البحر في طانطان وكلميم لسقي آلاف الهكتارات، مما يعزز الإنتاج الفلاحي ويوفر عشرات آلاف مناصب الشغل.
-شاهيم :”المرأة التجمعية هي ركيزة أساسية في بناء الأسرة والمجتمع”
من جهتها، وجهت زينة شاهيم، عضوة المكتب السياسي، تحية للمرأة المغربية خاصة في جهة كلميم وادنون، معتبرة أن المرأة التجمعية هي مناضلة حقيقية وركيزة أساسية في بناء الأسرة والمجتمع. وأثنت على قيادة المرأة في الحزب وعلى دعم الحزب المتواصل للنساء، مشيدة بنموذج مباركة بوعيدة، رئيسة الجهة، كرائدة ومثال يحتذى به.
ونوهت شاهيم بحسن تدبير الحكومة لملف إصلاح التعليم، خصوصا في ما يتعلق نجاحها في معالجة ملف الأساتذة المتعاقدين عبر حوار جاد واتفاق سريع، معبرة عن فخرها بالإصلاحات التي بدأت في منظومة التعليم والتي تعزز مكانة الأستاذ وتضمن استمرارية السنة الدراسية.
يذكر أن محطة كلميم من جولات “مسار الإنجازات” لحزب التجمع الوطني للأحرار، تجسد روح الالتزام الوطني والعمل التنموي الجاد، حيث اجتمعت فيها قيادات الحزب الوطنية والجهوية ومنتخبي ومناضلي الحزب، على تقديم معطيات حقيقية وواقعية، تؤكد أن التجمع الوطني للأحرار يقود حوارًا مفتوحًا مع المواطنين ويعمل على بناء مستقبل أفضل للجهة وللمغرب بأسره.
-بوعيدة|:الحزب نجح في خلق دينامية تنموية كبيرة بجهة كلميم
في إطار الجولة الوطنية “مسار الإنجازات”، أكدت امباركة بوعيدة، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ومنسقته الجهوية، أن الحزب نجح في خلق دينامية تنموية كبيرة بجهة كلميم – واد نون، من خلال تنزيل مشاريع مهيكلة ووضع تصور استراتيجي واضح، مما ساهم في إبراز مكانة الجهة على المستوى العالمي، وهو إنجاز يُحسب للحكومة والوطن.
وأشارت بوعيدة، خلال حضورها المحطة الثالثة من “مسار الإنجازات” برئاسة الأمين العام للحزب عزيز أخنوش، إلى أن الجهة شهدت طفرة تنموية غير مسبوقة بفضل الرؤية الملكية الداعمة للأقاليم الجنوبية، حيث تم إنجاز مشاريع كبرى مثل سد فاصك، وطريق تيزنيت – الداخلة، والمستشفى الجامعي، وكلية الطب، مما يعكس التزام الحكومة بقيادة التجمع الوطني للأحرار بتحقيق التنمية الشاملة.
ولم تُخفِ بوعيدة فخرها بنجاح المحطتين السابقتين من “مسار الإنجازات” بجهتي الداخلة – وادي الذهب والعيون – الساقية الحمراء، مؤكدة أن هذه المحطة تأتي في سياق احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي تُجسد عزم المغرب، تحت القيادة الملكية الحكيمة، على إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء.
وفي ردّها على الأصوات المشككة، دعت بوعيدة مناضلي الحزب إلى التصدي للروايات المغلوطة والدفاع عن إنجازات الجهة، مبرزة أن الرؤية الاستراتيجية للحزب تفتح آفاقاً لخلق 50 ألف منصب شغل في السنوات المقبلة، مما يعكس الثقة في سياسات الحكومة التي يقودها التجمع الوطني للأحرار.
وأوضحت أن الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، التي تجاوزت 6 مليارات درهم، جاءت نتيجة شراكات ناجحة مع القطاعات الحكومية، حيث تم تخصيص أكثر من 600 مليون درهم لقطاع الصحة، شملت تعزيز القوافل الطبية ومستشفيات القرب والخدمات النفسية، مما يؤكد إرادة الحكومة في تسريع وتيرة الإصلاح.
وفي مجال التعليم، أشادت بوعيدة بالشراكات المثمرة مع الوزارة المعنية، والتي أسفرت عن تجاوز المعدل الجهوي للنجاح في الباكالوريا للمعدل الوطني، مع طموح لتعميم مدارس الريادة، مما يُبرز المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها الجهة.
كما كشفت عن قرب تدشين محطة تحلية المياه بإقليم طانطان، التي تُعدّ أحد المشاريع العملاقة التي تتابعها الحكومة عن كثب، حيث ستمكن من سقي عشرات الآلاف من الهكتارات، مما سيعزز التنمية الفلاحية ويحسن الظروف المعيشية بالساحة الحضرية والقروية على حد سواء، في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل حزب التجمع الوطني للأحرار والحكومة.