توجيهات ملكية في ظل الجفاف: الأمن الغذائي لم يعد خياراً بل ضرورة سيادية

في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة التي يكتسيها الأمن الغذائي ضمن السياسات العمومية، وجّه الملك محمد السادس رسالة استراتيجية خلال ترؤسه لأشغال المجلس الوزاري، يوم الإثنين، شدّد فيها على أن الأمن الغذائي أصبح في صدارة أولويات المملكة، لا سيما في ظل التحديات المناخية الراهنة وتوالي مواسم الجفاف التي ألحقت أضرارًا بالغة بالقطاع الفلاحي وأثّرت على القطيع الوطني.

وخلال الاجتماع، استفسر الملك كلاً من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، بشأن تأثير التساقطات المطرية الأخيرة على الموسم الفلاحي، ووضعية القطيع الوطني، وكذا نسبة ملء السدود، في ظل الظرفية المناخية الصعبة.

ووفق بلاغ صادر عن الديوان الملكي، أصدر العاهل المغربي تعليماته للحرص على إنجاح عملية إعادة تكوين القطيع على جميع المستويات، بما في ذلك الجانب المهني والتقني، مع التأكيد على ضرورة تدبير الدعم العمومي في هذا الإطار تحت إشراف لجان محلية مختصة لضمان الشفافية والفعالية.

وكان وزير الفلاحة قد أعلن في فبراير الماضي عن تراجع القطيع بنسبة بلغت 38 في المائة، وهو ما دفع الملك محمد السادس لاحقًا إلى دعوة المواطنين إلى عدم النحر خلال عيد الأضحى المقبل، في خطوة رمزية تعكس عمق الأزمة.

وعلى مستوى التدخلات الحكومية، اعتمدت حكومة عزيز أخنوش خلال السنوات الأخيرة جملة من الإجراءات لدعم القطيع الوطني، شملت تسهيل استيراد الأغنام قبيل عيد الأضحى، واستيراد اللحوم الحمراء، فضلاً عن دعم الأعلاف، في محاولة للحد من تداعيات الأزمة وضمان استقرار الأسواق.

وتأتي هذه التوجيهات الملكية لتؤكد على أن الرهان على الأمن الغذائي لم يعد خيارًا ظرفيًا، بل أولوية دائمة تفرضها التحديات المناخية والضغوط الاقتصادية، وتستدعي تعبئة جماعية لمختلف المتدخلين من أجل حماية استدامة الموارد وضمان السيادة الغذائية للمملكة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *