“البيجيدي” يُشعل الجدل السياسي بإقصاء لشكر وأخنوش من افتتاح مؤتمره: غضب داخلي وانتقادات خارجية-فيديو-

خلّف قرار قيادة حزب العدالة والتنمية، ممثلة في أمينه العام عبد الإله بنكيران والقيادي البارز إدريس الأزمي، بعدم توجيه الدعوة لكل من إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، لحضور الجلسة الافتتاحية لفعاليات الحزب، موجة من الاستياء والجدل الواسع داخل البيت الداخلي لـ”البيجيدي”، وامتدت أصداؤه إلى خارج الحزب، لتصل إلى أوساط سياسية ترى في هذا السلوك تراجعًا عن أبجديات التقاليد الديمقراطية المتعارف عليها في المشهد الحزبي المغربي.

داخل العدالة والتنمية، لم يتردد عدد من مناضلي الحزب وأطره ووزرائه السابقين في التعبير عن امتعاضهم من هذا القرار، معتبرين أنه يعكس انغلاقًا غير مبرر، ويُسيء إلى الصورة التي ظل الحزب يحرص على تقديمها للرأي العام كفاعل سياسي منفتح، قادر على الفصل بين الخلاف السياسي واحترام الأعراف الديمقراطية.
وذهب البعض إلى القول إن هذا الموقف يُعدّ خرقًا صريحًا لعرف سياسي ديمقراطي ترسّخ في الحياة الحزبية المغربية، والمتمثل في دعوة زعماء الأحزاب، بمختلف توجهاتهم، إلى حضور الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات الوطنية، التي تعتبر تقليدًا راسخًا يُعطي رمزية للوحدة السياسية ويُكرّس ثقافة الحوار والتعايش بين الفرقاء.

ووفق مصادر من داخل الحزب، فإن الاستياء لم يقتصر على الأطر القاعدية، بل شمل أيضًا أسماء وازنة كانت قد ساهمت في بناء الحزب وتقلدت مناصب وزارية، حيث اعتبرت أن منطق الإقصاء لا يخدم مصلحة الحزب في هذه المرحلة، بل يُظهره في موقع الضعف السياسي، بدل أن يُعبر عن قوة الموقف واختلاف الرؤية.

من جهتها، لم تتأخر بعض الأصوات في حزبي الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار في الرد على هذا التصرف، واصفة إياه بـ”اللامسؤول”، مشيرة إلى أن الخلافات السياسية مهما كانت حدّتها، لا ينبغي أن تُغلق قنوات التواصل، أو تُفسد روح التعايش التي تميز المشهد الحزبي في محطاته الكبرى.
وأكد مناضلون من الحزبين أن قرار “البيجيدي” لا يمكن تفسيره إلا بكونه رد فعل انفعالي يعكس أزمة داخلية أكثر مما يعبر عن موقف مبدئي، لاسيما في سياق تراجع الحزب انتخابيًا ومحاولاته إعادة التموقع في المعارضة.

في الوقت الذي كان يُنتظر فيه من العدالة والتنمية أن يُعيد ترتيب أوراقه ويبعث برسائل سياسية إيجابية للفاعلين والشركاء في الحقل السياسي، اختار قيادة الحزب إرسال إشارات تعكس توجها نحو الانغلاق والعزلة السياسية، وهو ما قد يُصعّب عليه بناء تحالفات مستقبلية أو استعادة الثقة التي فقدها في فترات سابقة.

وبينما يرى البعض أن القرار قد يكون جزءًا من استراتيجية داخلية لإعادة توجيه خطاب الحزب نحو القواعد الشعبية ومخاطبة “الناخب الغاضب”، يرى آخرون أن مثل هذه الخطوات تُفقد الحزب رصيده كفاعل وطني قادر على قيادة الحوار والتأثير في المشهد السياسي بشكل ناضج ومؤسساتي.

ختامًا، لا يبدو أن هذه الخطوة ستمر دون أن تترك بصمتها على العلاقات بين الأحزاب، وربما تعمق الشرخ القائم بين مكونات المشهد السياسي، في وقت يتطلب من الجميع المزيد من الحكمة والانفتاح لمواجهة التحديات التي يعرفها المغرب على مستويات متعددة.

“بنكيران” يُشعل الجدل السياسي بإقصاء لشكر وأخنوش من افتتاح مؤتمره: غضب داخلي وانتقادات خارجية-فيديو-

“بنكيران” يُشعل الجدل السياسي بإقصاء لشكر وأخنوش من افتتاح مؤتمره: غضب داخلي وانتقادات خارجية-فيديو-

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *