بودن: التعيينات الملكية تستهدف بناء تصورات بشأن نموذج تنموي جديد وخلق هوية تنموية

شملت التعيينات الجديدة للولاة والعمال، الذين استقبلهم الملك محمد السادس أمس الإثنين، نصف جهات المملكة المغربية، من خلال إعادة تعيين 04 ولاة، على رأس جهات أخرى، وترقية عامل إقليم سطات، لتولي مهام والي على جهة بني ملال- خنيفرة، وعاملا على إقليم بني ملال، وكذا تمكين ولاية جهة الدار البيضاء سطات من بروفايل تدبيري بخلفية مالية وتقنية.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي، محمد بودن، "إن تعيين  جلالة الملك محمد السادس لعدد من الولاة والعمال، طبقا لأحكام الفصل 49 من الدستور باقتراح من رئيس الحكومة، و بمبادرة من وزير الداخلية، تميز بتجديد الثقة في عناصر الخبرة على مستوى مكون ولاة الإدارة الترابية".

وأوضح بودن في تصريح لـ"بلبريس" أن"التعيينات المذكورة طبعتها أسس معيارية دقيقة، بحيث أثبت الولاة الذين تم تعيينهم على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة العيون الساقية الحمراء، وجهة درعة تافيلالت، فعاليتهم في التنسيق، والقرب والإنجاز وتعبئة الموارد وتدبير التحديات".

وأشار المحلل السياسي، إلى أن "جغرافية تعيينات عمال العمالات، والأقاليم، وعمال المقاطعات، سواء في جهة الدار البيضاء- سطات، التي عرفت تعيين ستة عمال، أو في جهات الرباط سلا القنيطرة، وفاس- بولمان، ودرعة تافيلالت، التي شهدت تعيين عاملين في كل جهة، علاوة على تعيين عامل واحد في كل من جهة طنجة تطوان الحسيمة، ومراكش أسفي، هي تعيينات في الغالب تميزت بتغيير مواقع بعض العمال، وترقية مسؤولين ترابيين تدرجوا في الإدارة الترابية".

ومن الواضح، يضيف بودن، "أن التعيينات الملكية الجديدة، تستهدف تقديم أجوبة ميدانية بشأن عدد من الملفات التي تتصدر جدول أعمال المغرب، ومن بينها بناء تصورات بشأن نموذج تنموي جديد، وخلق هوية تنموية للجهات، حسب خصوصياتها المحلية، كما أن والي جهة العيون الساقية الحمراء الجديد على سبيل المثال سيذهب في اتجاه تعزيز مكتسبات قضية الصحراء المغربية على المستوى الميداني، عبر مواصلة تنزيل مشاريع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس في 7 نوفمبر 2015".

ويرى المتحدث ذاته، أن إعمال الاستراتيجية الوطنية للاتمركز الإداري، والمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ستكون من بين أولويات الولاة، والعمال الجدد، علاوة على معالجة بعض الأوضاع التي أدت إلى تصاعد بعض الديناميات الاحتجاجية في بعض المناطق، فضلا عن أن التحضير للاستحقاقات الانتخابية القادمة سيكون بدوره من المحطات المهمة في الأفق المنظور.