شهدت الجلسة العمومية لمجلس النواب، المنعقدة يوم الإثنين والمخصصة للأسئلة الشفوية، توتراً واضحاً على خلفية تكرار غياب رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، ما أثار انتقادات شديدة من طرف بعض النواب البرلمانيين، الذين وصفوا هذا السلوك بالاستهتار بالدستور وبالأدوار الرقابية للمؤسسة التشريعية.
وفي هذا السياق، عبّر النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي، سعيد باعزيز، عن أسفه العميق لعدم حضور رئيس الحكومة جلسات البرلمان بانتظام، قائلاً: "من المؤسف جدا أنه لا تفصلنا سوى أيام قليلة عن نهاية الدورة، ورئيس الحكومة لم يحضر لهذه القبة إلا مرة واحدة فقط". واعتبر باعزيز أن هذا الغياب المتكرر يمثل استخفافاً واضحاً بالأدوار الرقابية التي يضطلع بها نواب الأمة.
من جهته، لم يتردد النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، في التأكيد على أن هذا السلوك "يخرق الدستور بشكل واضح"، موضحاً أن رئيس الحكومة لم يشارك في الجلسات الرقابية منذ شهر ماي، وأن نسبة حضوره لا تتجاوز 30% من الجلسات التي من المفروض أن يحضرها بموجب مقتضيات الدستور والنظام الداخلي للمجلس.
وأضاف بوانو، في تدخله، أن الجلسة نفسها شهدت حضور ثلاثة وزراء فقط من أصل تسعة معنيين، وهو ما يعكس – حسب تعبيره – استهتاراً واضحاً بالمسؤولية السياسية والدستورية، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات في حق رئيس الحكومة بسبب "تكرار الغياب دون مبرر مقنع".
وذهب بوانو أبعد من ذلك حين ختم تدخله بقوله: "ما بقالينا إلا التوجه لجلالة الملك باش نشكيو هاد الوضع"، في إشارة إلى أن استمرار هذا السلوك قد يفرض رفع الأمر إلى أعلى سلطة في البلاد، بعدما "استنفدت" المؤسسة التشريعية كافة الوسائل الممكنة لحث رئيس الحكومة وأعضاء حكومته على احترام التزاماتهم الدستورية.