تشهد العلاقات المغربية الأمريكية تطوراً ملحوظاً منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في 20 يناير الماضي، حيث استضافت واشنطن يوم الإثنين اجتماعات رفيعة المستوى بين إدارة الرئيس الأمريكي والمملكة المغربية.
وقد عقد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إيران والعراق والقضايا الإقليمية المتعددة الأطراف محادثات ثنائية مهمة مع سفير المملكة لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني.
وصفت وزارة الخارجية الأمريكية الاجتماع عبر منصة “إكس” بأنه كان “منتجاً وثنائياً”، مؤكدة على “التعاون القوي بين البلدين في القضايا الإقليمية والتزامهما بالأهداف المشتركة”.
تأتي هذه المحادثات بعد أيام قليلة من قرار الرئيس ترامب تعيين سفير جديد للمغرب، دوك بوكان الثالث، مما يشير إلى أهمية العلاقات الثنائية في أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قد أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، في 27 يناير الماضي، أي بعد أسبوع فقط من تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، مما يعكس حرص الطرفين على تعزيز التعاون المشترك والتنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نيار من شأن العلاقات الثنائية ان تتعزز فالمغرب، الذي تربطه بالولايات المتحدة شراكة استراتيجية راسخة الجذور، يرى في هذه العودة فرصة لتعزيز هذه الشراكة وتحقيق مكاسب مهمة على مختلف الأصعدة.
تبرز قضية الصحراء المغربية كأحد أبرز الملفات التي تعزز هذه العلاقات، إذ يُنظر إلى اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء خلال ولايته الأولى كتحول تاريخي في الموقف الأمريكي، ومن المتوقع أن يسعى الرئيس الأمريكي لتأكيد هذا الموقف، ما يمنح المغرب دعماً دولياً إضافياً في هذا النزاع الإقليمي، ويعزز جهوده نحو تحقيق تسوية نهائية.
كما تلوح في الأفق فرص واعدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية، من خلال التركيز على توسيع نطاق التعاون التجاري وتشجيع الاستثمارات الأمريكية في قطاعات حيوية كالزراعة والصناعة والطاقات المتجددة، بما يدعم مكانة المغرب كمركز اقتصادي إقليمي مهم، يستفيد من موقعه الاستراتيجي كبوابة نحو أفريقيا وأوروبا.
ولا يغيب عن المشهد التعاون الأمني والعسكري، الذي يُتوقع أن يزداد قوة في ظل إدارة ترامب، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا والساحل، من خلال تقديم المزيد من الدعم للمغرب في مجالات التدريب العسكري والتكنولوجيات الدفاعية.
وفي ظل التنافس الدولي المتزايد في القارة الإفريقية، يُمكن للمغرب أن يلعب دوراً محورياً كشريك استراتيجي للولايات المتحدة، للمساهمة في الحد من النفوذ الصيني والروسي في المنطقة، مستفيداً من علاقاته القوية مع الدول الإفريقية وموقعه الجغرافي المتميز.