''توتر'' داخل الأغلبية: اجتماع حاسم لرأب الصدع بين حزبي"البام" و"الحمامة"

في ظل تصاعد التوتر داخل الأغلبية الحكومية، تستعد قيادات التحالف الثلاثي لعقد اجتماع حاسم يضم الأمناء العامين لكل من حزب الأصالة والمعاصرة، التجمع الوطني للأحرار، وحزب الاستقلال. ويأتي هذا اللقاء استجابةً لطلب "البام"، الذي يسعى إلى احتواء الخلاف السياسي الذي اندلع مؤخراً بين قياداته وقيادات حزب "الحمامة"، على خلفية التصريحات التي استهدفت إحدى وزاراته.

وقد تفجر هذا التوتر بعد انتقادات وجهها القيادي التجمعي محمد أوجار إلى وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، التي تترأسها فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة. هذه التصريحات أثارت استياء المنصوري، التي سارعت إلى إبلاغ رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، بانزعاجها من الهجوم غير المبرر على وزارتها، معتبرة أن مثل هذه التصريحات تتعارض مع روح التعاون داخل الأغلبية.

رد فعل "البام" لم يتأخر، إذ خصص المكتب السياسي للحزب جزءاً مهماً من اجتماعه الأخير للتعبير عن دعمه المطلق للمنصوري، مؤكداً ضرورة احترام الشراكة داخل الحكومة. في المقابل، صعّد القيادي في الأصالة والمعاصرة، محمد المهدي بنسعيد، من لهجته، محذراً من أي "مزايدات سياسية"، قائلاً: "مناضلو الحزب يتحلون بالأخلاق، لكن من يستفزهم سيجدهم في الميدان".

الاجتماع المرتقب سيكون محطة مفصلية لإعادة ضبط إيقاع العمل الحكومي وتخفيف الاحتقان داخل التحالف، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات التشريعية لعام 2026. فمع دخول المرحلة الانتخابية تدريجياً، بدأت مكونات الأغلبية تتحرك وفق حسابات سياسية دقيقة، حيث يسعى كل حزب إلى تعزيز موقعه والدفاع عن حصيلة وزرائه، مما يكرس تباينات قد تتحول إلى تصدعات داخل الحكومة، في ظل ما يمكن تسميته بـ"الجزر الحكومية" التي تتشكل مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.