علق الإعلامي عبد الله الترابي على التعديل الحكومي المرتقب، وقال في تدوينة له على صفحته الرسمية على مواقع التواصل للاجتماعي: "منذ أكثر من سنة ونحن نسمع عن تعديل حكومي، و أظنه الان قد صار وشيكا، غير أني كنت أجيب كل من كان يحدثني عن هذا التعديل بسؤال " pourquoi faire?!"..
وتساءل الترابي "هل هناك شي ميسي أو رونالدو موجود في الأحزاب ونحن لانعرفه ؟، ليضيف قائلا:" النخب الحزبية في المغرب يعرفها القاصي والداني، فباستثناء قلة قليلة من الأفراد المتميزين، ليس هناك حاليا غير الأعيان موالين الشكارة والبروفيلات الانتهازية المتعلقة بأهذاب رؤساء الأحزاب وزعمائها، طمعا في مناصب لا تتناسب مع إمكانياتها وكفاءتها الحقيقية.
وأوضح التاربي أن المشكل حاليا، هو أن المناصب الوزارية أصبحت لا تغري النخب القوية والمتمكنة، وذلك لعدة أسباب : "صداع الراس" حيث أن كل صغيرة وكبيرة يقوم بها الوزير تكون موضع محاسبة و لوم و ضجة داخل الرأي العام، بينما في المؤسسات العمومية الكبرى أو القطاع الخاص فالأمر أهون والأجور والتعويضات أكبر وأدسم، كما أن ليست لهؤلاء النخب أية رغبة للمرور عبر بوابة الأحزاب، لأسباب طبيعية ومسوغة.
وأشار " لهذا فأنا أعرف شخصيا، أناسا رفضوا بلباقة اسناد مهمة وزارية لهم، واعرف أخرين داخل الحكومة يودون الخروج منها، للتفرغ لمشاريعهم أو للمرور لمرحلة أخرى من حياتهم المهنية والسياسية. اضافة لهذا، فأغلب الوزارات، وقد يبدو ذلك غريبا، لكن ذلك هو الواقع، ليست لها سلطة حقيقية وقدرتها على التغيير هشة جدا، لضعف الموارد البشرية والمادية، بينما السلطة الحقيقية داخل الحكومة هي بيد رئيسها وبعض الوزارات التي تكاد تشتغل بشكل مستقل بذاتها، وكأنها حكومات مصغرة.
وأردف "لهذا، فنجد أغلب الوزراء يكتفون بالهيلمان وهرولة الحاشية أمامهم وخلفهم و بعض المظاهر البروتوكولية المرتبطة بوظيفتهم، والتي تنتهي بمجرد خروجهم من باب الوزارة. لهذا، فنحن أمام مأزق كبير لانتاج النخب التي تسير الشأن العام، وفي حاجة لنموذج مؤسساتي وسياسي جديد، حتى لا يصبح الشأن العام ومصالح المغاربة بيد نخب سياسية رديئة، أو مايعرف ب"la Kakistocratie », أي سلطة الاسوء و غير الكفء.
وأخيرا، كما يقول ابن عربي " من طلب السلطنة على الخلق، ملأ الله قلبه شغلا"!!"