ارزيقي ..انتخابات مبكرة في فرنسا: سيناريوهات سياسية ومواقف معقدة للجالية المغربية

بدأ الناخبون الفرنسيون بالإدلاء بأصواتهم، الأحد، في الجولة الأولى من انتخابات برلمانية مبكرة قد ينتج عنها تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، مما يمثل تغييرا جذريا محتملا في قلب الاتحاد الأوروبي.

وأكد الباحث المقيم بالديار الفرنسية محمد حاتم ارزيقي أن هذه الانتخابات التشريعية هي انتخابات سابقة لأوانها جاءت على ضوء انهزام كبير تلاقاه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون الذي انهزم أمام اليمين المتطرف وأمام اليسار باحتلاله مراكز متأخرة في التصويت، والرئيس ماكرون لم يكن بإمكانه الاستمرار في ولايته بدون إعلان انتخابات تشريعية سابقة لأوانها،

وأوضح الباحث في تصريح لـ"بلبريس" أن هذه الانتخابات تجرى على مرحلتين، حيث يشارك في الأولى جميع الأحزاب، بينما يجب أن يتجاوز المرشحون في المرحلة الثانية عتبة 12.5% من الأصوات، لافتا إلى أنه وبحسب الاستطلاعات الحالية، يتصدر اليمين المتطرف بقيادة جوردان بارديلا ومارين لوبان المشهد الانتخابي، مع وجود ثلاث قوى رئيسية في السباق: التجمع الوطني (اليمين المتطرف)، جبهة الشعبية الجديدة (اليسار المتطرف)، ومعسكر الرئيس ماكرون.

ذكاء ماكرون: 

أبرز ارزيقي أن هناك سيناريوهان محتملان لهذه الانتخابات التشريعية الفرنسية، أولهما فوز اليمين المتطرف ورئاسة الحكومة، وهو ما قد يضع الرئيس ماكرون في موقف يمكنه من استغلال الصعوبات الاقتصادية الحالية من غلاء المعيشة وارتفاع للمديونية للتأثير سلباً على شعبية اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما يمكن القول عليه أن ماكرون تصرف بذكاء في هذه الانتخابات لقطع الطريق من أمام اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة والتي ستكون بعد سنة من الآن.

أما السيناريو الثاني حسب المحلل السياسي في تصريحه لـ"بلبريس" هو في حال عدم حصول اليمين المتطرف على الأغلبية المطلقة، فقد تتشكل تكتلات بين الأحزاب الأخرى لتكوين أغلبية برلمانية حكومية، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية التي تسير البلاد هي حكومة وسط لكن ذات توجهات يمينية متطرفة.

الجالية المغربي في موقف صعب

اعتبر المتحدث نفسه أن الجالية المغربية في فرنسا تواجه خيارًا صعبًا في ظل الانتخابات التشريعية، فالخيار الأول هو التصويت على أحزاب اليسار بما فيهم اليسار المتطرف الذي يوجد فيهم بعض العناصر "obri" التي قادت الحملة الانتخابية بفرنسا وهي شخصية معروفة بدعمها للجبهة الانفصالية البوليساريو،

وحسب ارزيقي فإن أيضا يستحيل التصويت على أحزاب اليمين المتطرف، وعلى اليسار أيضا الذي تدعم بعض رموزه التنظيم الانفصالي رغم أن قائدهم هو جان لوك ميلنشون والمعروف عليه بعلاقته القوية مع المغرب لكن في المقابل يوجد هناك بعض رموز في أحزاب التكتل اليسار والتي تدعم جهارا بعض الدوليات والحركات الانفصالية والأقليات.

ولهذا وفق ارزيقي فإن العلاقات الفرنسية المغربية لن تشهد انفراجًا كبيرًا في ظل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنها ستركز أكثر على حل المشاكل الداخلية بدلاً من العلاقات الخارجية، فيما يظل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المتحكم الرئيسي في السياسة الخارجية، ومع بقائه في الرئاسة، فمن غير المتوقع حدوث تغييرات كبيرة في العلاقات بين البلدين، ومع ذلك، قد تتغير الأمور في حالة صعود بعض رموز اليسار المعادية للوحدة الترابية إلى مناصب وزارية.

ولهذا اعتبر ارزيقي أن اختيار الجالية المغربية في التصويت بين اليمين، اليمين المتطرف، اليسار، واليسار المتطرف يظل معقدًا جدًا، ويعكس تحديات سياسية وثقافية كبيرة تؤثر على مستقبل العلاقات بين فرنسا والمغرب.