عبرت خديجة الزومي رئيسة المنظمة الاستقلالية، في تدوينة لها على حائطها الفايسبوكي، عن رأيها في مناسك الحج خاصة السعي بين الصفا والمروة وعلاقتها بالمرأة وقالت:
"كل مرة تأملت في السعي بين الصفا والمروة الا وزدت تأكدا ان الله كرم المراة ،وحبها من النعم احسنها، وان عملية السعي التي قامت بها امراة وهي تنْسَل من بين أناملها خيوطَ الأمل والتي كانت أوهى من خيوط العنكبوت .
اقرأ أيضا
امراة عاشت حيرة لم يعشها احد قبلها ،زوجها ياتي بها إلى واد غير ذي زرع ،ليس فيه سبب من أسباب الحياة ويتركها ويتبخر في الفضاء ،تبحث عنه بكل حرقة وتهرول ناحية المروة لتعود إلى الصفا علها تراه وتخبره ان ابنه الذي رزق به بعد سنين طويلة يريد ماءً ،وربما يضيع منها ،فلا تجده وكأنه تبخر .تذهب وتعود بين الهضبتين وكأنها تتوسل لخالقها ان يلهمها الصبر ويعطيها القوة لتصون ابنها وتستطيع ان تحميه ،لم تسأل زوجها فقط هل الله هو من امر بهذا ؟ وسلمت بأمر الله كما سلم هو قبلها .وجاء الإسلام ليعيد هذا الحدث ويؤطره ويصعب في عملية الحج والعمرة على حد سواء .فهذا الفضاء يجعلنا نلهث بالدعاء ونبث شكوانا وحزننا إلى الله وننتظر الفرج ،فتسمع كل بلغته وبلكنته يعدد أمانيه، يكاد يكون الفرق بيننا وبين هاجر هو ان امنيتها كانت واحدة وامانينا كثيرة ومتشعبة وكأننا نعاني من نهم
الأماني بل اكثر من ذاك فلا نكتفي بما نحمل من دعوات بل نحمل دعوات كل من وصانا واستوصانا بالجملة والتقسيط .بالدعوات الصالحة للجميع والدعوات التي تنصب على التدقيق .
كل مرة يحتويني هذا الفضاء وهو يعرفني ويعرف صوتي وكأن أركانه وابوابه تحييني كلما مررت بها وانا منهمكة في التفكير في قصة هاجر وصمودها وكان صمود النساء قُدّت منها . وتعبهن وشغفهن ما هو إلا انعكاس لشعاع محبتها لابنها اسماعيل ...والجميل لماذا لا تهرول النساء ويهرول الرجال ؟؟ أليس ذلك إعادة اعتبار لهاجر الذي انسحب زوجها وتركها تواجه المجهول !!!أليس انصافا للنساء المسلمات؟؟فنحن لا نهرول ولكن نتأمل ونلهج بدعوات تفيض بكل أشكال التعبير .
تظهر عناوينها على سحَناتِنا وعلى طريقة مشينا المفروض فيه السكينة، وكأننا لا زلنا نحمل هم البشرية ،وهمّ الأبناء وهمّ الأزواج وهمّ الحياة التي يمكن ان تطوّح بنا ..إنصاف في تَمَثّل رمزي جميل يؤكد ان المراة يليق بها ان تدعو بتأن وتوأدة وتدبر .وهي تسير بين يدي ربها ساعية، صحيح هناك من يردد بعد كوتش اعدتخ الوكالة ،وهناك من يتجشم مشقة الدعاء بالعربية رغم ان لسانه غير عربي ،ولكن الهرولة للرجال وليس للنساء .فالمراة يليق بها السعي بكل وقار وهذا ما يجعلني افتح باب البحث في هذا الموضوع اطإرواءً لعطش بات قويا وكأني في حاجة الى ماء زمزم يطفئه باجوبة واضحة ولكني مؤمنة ان المراة اكثر حضوة من الرجال .وان الله اختار لها من الأوضاع ما يكرمها بها لا ان ينقص منها .مدخل لنقاش حقيقي لوضعية المراة في الإسلام".