الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي : أخشى بأن يزج ببلدي في حرب مع الجزائر

تحلم الجزائر والمغرب بحلم مغاربي يجمعهما بعيدًا عن حروبهما السياسية والتوترات الحالية

تصريحات أطلقتها السياسية الجزائرية المرموقة، لويزة حنون، أعربت من خلالها عن رفضها لإشراك بلادها في أي نزاع عسكري مع المغرب.

وتعتبر حنون، التي تتمتع بتجربة سياسية طويلة، أن هناك مجالا للحوار والتفاهم بين البلدين، خاصة في ظل التوترات السياسية الراهنة.

وفي مقاله الأخير، قدم الخبير السياسي والناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، حسن أوريد، تحليلا للوضع الحالي بين المغرب والجزائر، مؤكدا أن العلاقات الثقافية والتاريخية تجمع الشعبين رغم التوترات السياسية.

حسن أوريد
حسن أوريد

أقول قولي هذا أنا المغربي، الذي لا يجد نفسه في جفاء مع الجزائر، فبالأحرى عداء. كل شيء يُوحّد بين المغرب والجزائر، عدا السياسة، والسياسة مرتبطة بمنظومة، ومرجعية، وسياق، وربما أشخاص. ليست هي الثابت وإنما المتحول.. ولكن هذا المتحول هو ما طغى على الثابت، بل الثوابت، ويوشك أن يُطوِّح بكل شيء

وفي هذا السياق، دعا أوريد إلى البحث عن حلول سلمية للخلافات بين البلدين، وعدم الانجرار في سيناريوهات النزاعات العسكرية.

وقد ركز على أهمية تصريحات حنون كمحاولة لفتح باب الحوار بين الطرفين، معبرا عن أمله في أن تكون هذه التصريحات بداية لتحسين العلاقات.

 

حسن أوريد
حسن أوريد

أجد العنت الكبير أن أذْكُره لطلبتي دائمًا، أننا بالمغرب كنا ندرس، يوم أن كنت تلميذًا، تاريخ جمعية علماء المسلمين، وأدبيات عبد الحميد ابن باديس، ونصوص البشير الإبراهيمي، وقبل ذلك نجمة شمال أفريقيا، وبعدها، رواية نجل الفقير لمولود فرعون، والثورة الصناعية في الجزائر.

ينظر إليَّ طلبتي في ذهول كما لو أحدثهم عن شيء من المريخ. هؤلاء الكراغلة، من ينعتوننا بالمراركة، تدرسون شؤونهم، ولا تقيمون الفرق بينكم؟ أأنت جادّ يا أستاذ؟

وفي توجيه نصيحته إلى القيادات في المغرب والجزائر، شدد أوريد على ضرورة البحث عن حلول دبلوماسية والتفكير بتجاوز التوترات الحالية. وأن الحرب المرغوبة يجب أن تكون ضد الفقر والجهل، داعيا إلى التعاون المشترك لمكافحة هذين العدوين.

حسن أوريد
حسن أوريد

الحرب التي أريدها ما بين بلدي المغرب وبين الجزائر، هي الحرب على الفقر، وعلى الجهل. بل أريد أن نخوضها سويًا، ولا يمكن كسب هذه “الحرب” إلا سويًا.

تقوم السياسة طبعًا على الواقعيّة، بل هي كما يُعرفها البعض، فنّ الممكن، ولكن السياسة وَفق الممكن، في سياق معين، قد تكون تربيع الدائرة، والاجترار، والقَمْص في المكان ذاته، كما يفعل الحصان بحوافره، ولذلك لا بدّ أحيانًا هتك ستر الواقعية، وكسر الحواجز المنتصبة، بالحلم والخيال، وبتعبير علمي، يتوجب تغيير البرادايم أمامَ وضع معضل.

وفي الختام، يعتبر حسن أوريد أن هناك فرصة تاريخية لتحسين العلاقات بين البلدين إذا استجابت القيادات لنداءات الحوار والتفاهم، وأن لا يزج بالبلدين في الصراعات الأهلية.

حسن أوريد
حسن أوريد

أسعى أن أفكر متشائمًا، عسى أن يتاح لنا أن نعمل متفائلين. لا أتوقع بعد أن تهدأ الحرب على غزة أن تُترك المنطقة لحالها… لا أرى أن من سعوا أن ينمطوا المنطقة بعد سقوط حائط برلين، وبعد 11 شتنبر، أن ينفضوا أيديهم. سيُسعّرون الحروب التي يُحسنون، بتوظيف تناقضاتنا، واللعب على نرجسيتنا: المغرب ضد الجزائر، والجزائر ضد المغرب، بالقول للجزائر ما تريد أن تسمعه، وترديد ما يريده مسؤولو المغرب أن يسمعوه، وتأليب العرب ضد الأمازيغ، والأمازيغ ضد العرب، والحداثيين ضد المحافظين، والمحافظين ضد الحداثيين، وهلمّ جرّا.

لا أريد لبلدي أن يُزجّ به في مغامرة مع الجزائر.. وما زلت أتطلع لعقلاء، هنا وهناك، كي يطفئوا فتيل الجفاء، وأتشوف لمن يحضن هؤلاء العقلاء. هناك فرصة تاريخيّة كي يستمع عقلاء البلدين لبعضهما بعضًا، وليس من الحكمة أن نُضيّعها.

وإذا قالت حنّون فصَدِّقوها، فالقول ما قالت حنّون.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *