بعد رفع السرية عن مجموعة من الوثائق السرية لشبكة الملياردير ورجل الأعمال الأميركي “جيفري إبستاين”، بأمر قضائي خلال دجنبر الماضي، حول تفاصيل إدانته في محاكمة تهم تورطه في جرائم جنسية لقاصرات، وتوظيفهن جنسيا لصالح مشاهير وسياسيين؛ حيث تضمت لائحة المتورطين والضحايا، أكثر من 170شخصا، ضمنهم مشاهير وسياسيون وإعلاميون ومحامون وقضاة ورجال أعمال وآخرون من عائلات ملكية.
فأطوار قضية الاتجار بالقاصرات لصالح شخصيات، تعود لسنة 2005؛ بعد أن بدأت شرطة “بالم بيتش” في فلوريدا، تحقيقها مع “جيفري إبستاين” بطل الفضيحة، إثر تحرشه بفتاة تبلغ من العمر 14 عاما، حيث اعترف “إبستاين” فيها بما نسب إليه، وأدين من قبل محكمة فلوريدا في 2008، بتهمة الدعارة واستقطاب القاصرات اللواتي بلغن 36 فتاة؛ وسجن على إثرها لما يقارب 13 شهرا، قبل الإفرج عنه لتنفيذ عقوبة بديلة متمثلة في العمل، مقابل صفقة للتسوية القضائية.
ومن أبرز المشاهير الذين تم الكشف عنهم في الفضية الجنسية ضد قاصرات؛ الأمير البريطاني “أندرو”، و”آلان ديرشوفيتز” محامي إسرائيل، و”إيهود باراك” رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، بالإضافة إلى رؤساء أمريكا سابقون “دونالد ترامب” و”بيل كلينتون”، ثم الفنان “مايكل جاكسون” والساحر المشهور”ديفيد كوبرفيلد” والقائمة تطول؛ لكن المفاجأة الكبرى مع العالم “ستيفن هوكينغ”.
وتعود تفاصيل فضيحة رفع السرية، بعدما تم إلقاء القبض على “ماكسويل” في 2021 بنيويورك، وهي واحدة من الوجوه البارزة في عالم المشاهير، والتي تحمل ثلاث جنسيات بريطانية وفرنسية وأميركية؛ بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات، لصالح عشيقها “إبستاين”، حيث تم الحكم عليها بالسجن 20 عاما.
وقد فجرت هاته القضية الجنسية، جراء دعوى تشهير مرفوعة من الأميركية “فرجينيا جوفري”، على “إبستاين” وعشيقته وشريكته السابقة “ماكسويل” إبنة “روبرت ماكسويل”، مالك الإمبراطورية الإعلامية البريطانية؛ بعد أن أظهرت الوثائق أسماء عدد من الشخصيات البارزة، كانت على علاقة بـ”إبستاين”، حيث تضمن زيارتهم لجزيرته مرارا، عشقا منهم للقاصرات.
فقد كشفت الوثائق، أن الأمير البريطاني “أندرو”، اتهم بالاعتداء جنسيا على قاصرات، بما فيهم فتاة تدعى “جوانا سيوبيرغ”، وهي القاصر التي كانت تعمل لدى “إبستاين”، موضوع قضية ثلاث إعتداءات جنسية بسنة 2001، في كل من “لندن” و”نيويورك” و”جزر فيرجن” البريطانية، حينما كانت تبلغ 17 سنة؛ إلا أنه أنكر ما نسب إليه، رغما أنهما توصلا إلى اتفاق بالتراضي، لأداء 13 مليون دولار.
وأثناء شهادة تلك الأخيرة حول التهم الموجهة لـ”إيهود باراك”، وهو رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، أنكرت “جوانا” أنها قابلته خلال فترة وجودها مع “إبستاين”؛ غير أن “إيهود” إعترف لصحيفة “وول ستريت جورنال” بأنه كان يتواصل مع رجل الأعمال في نيويورك؛ دون أن يتوسط له مع أي فتاة قاصر”.
أما رجل القانون “آلان ديرشوفيتز” وهو أستاذ بجامعة هارفارد سابقا، مختص في القانون الجنائي الأميركي، والذي كلفه الأسبوع الماضي من رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، للترافع لصالح إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؛ حيث كشفت الوثائق أن “إبستاين” طلب مرارا من فتاة صغيرة إقامة علاقة جنسية مع الأستاذ المذكور، عند زيارته لـ”إبستاين” في فلوريدا، للحصول على جلسات التدليك، وفقا لشهادة مديرة قصره، غير أن “ديرشوفيتز” أصر بأن الخادمة أخطأت في التعرف عليه، مشيرا إلى أنه كان ضحية “نفاق” حركة “أنا أيضا” النسوية.
وقد ورد أيضا، ذكر أسماء رئيسين أميركيين أسبقين في وثائق المحكمة التي كشف عنها، والتي شملت “بيل كلينتون” و”دونالد ترامب”؛ حيث جاء على لسان ” جيوفري” أنها تجمعها علاقة وثيقة بـ”كلينتون”، دون أن تتهمه بأي أفعال جنسية، لكن “جوانا” ادعت أن “إبستاين” أخبرها بأن “كلينتون” يحبهن صغارا”، ملمحا ربما إلى أنه “بيدوفيل”؛ أما ذكر إسم “ترامب”، فقد ورد على لسان عشيقة “إبستاين”، بعد أن إضطرت وزوجها الهبوط في نيويورك من على متن طائرة بعد العاصفة، والذهاب إلى “كازينوهات ترامب” في 2001.
أما المفاجأة غير المتوقعة، فجرها ورود إسم عالم الفزياء الكونية “ستيفن هوكينغ”، وهو عبقري الثقوب السوداء، ومنظّر نشأة الكون؛ حيث تضمنت رسالة إلكترونية من “ماكسويل”، حول مشاركة “هوكينغ” في حفل جنس جماعي لفتيات صغيرات؛ دون أن يسلم “مايكل جاكسون” من الفضيحة أيضا، بعد أن شوهد في منزل “إبستين”، وفقا لإفادة “سيوبيرغ”.
وقد فجرت هاته القضية قنبلة إعلامية، لما تضمنته من وقائع تهم حصص التدليك لمشاهير وسياسيين عالميين، نافذين في الساحة الدولية ومجتمع المشاهير؛ حيث يتم استغلال قاصرات في قصر “إبستاين” بإحدى الجزر، مقابل أموال باهظة، وبمساعدة عشيقته “ماكسويل”، لتجنيد نسوة متخصصات في التنقيب عن صغيرات في سن التمدرس، قصد تقديم خدمات جنسية لكبار الشخصيات المؤثرة عالميا.
وتجدر الإشارة إلى أن قائمة الشخصيات والمشاهير المتداولة تتضمن أيضا:
- الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”؛
- المذيعة المشهورة عالميا “أوبرا وينفري”؛
- الممثل المشهور “توم هانكس”؛
- “جون بوديستا” مدير حملة “هيلاري كلينتون” في انتخابات 2014؛
- “جيمس ألفانس” صاحب محل كوميت للبتزا (له علاقة باسرة “روتشيلد”)؛
- كذلك “ألكسندر أكوستا” المدعي العام وقت “كلينتون” ووزير العمل لـ”ترامب”.
وفي سنة 2019 أعيد فتح هذا الملف مجددا، واعتقل بطل الفضيحة العالمية من قصره في أمريكا، بتهمة الاتجار الجنسي في القاصرات، غير أن الغموض بدأ يلف القضية، بعد إعلان انتحار “إبستاين” في زنزانته، دون الكشف عن تفاصيل أخرى، حيث أكد مكتب الخبرة الطبية في نيويورك، أن المعطيات غير كافية لتحديد سبب الوفاة.