صحفي متدرب:محمد بوكماز
أيام قليلة تفصل المنتخب الوطني المغربي عن أول مباراة له في كأس العالم قطر 2022 ، تحديات رياضية جمة وضغوطات شخصية لا زالت تجابه المدرب وليد الركراكي ، الذي يجد نفسه في حيرة أمام إمتحان صعب في ظل مقارنات نتائجه مع تلك التي كان قد حققها الناخب وحيد خليلوزيتش وخفوت بريق نجم المنتخب المغربي في نسخه السابقة .
بالرغم من أن المنتخب قد أبلى البلاء الحسن في مباراته الودية ضد غريمه الجيورجي أمس بثلاثية نظيفة دون رد في ملعب الشارقة ، إلا أن الركراكي لا زال يواجه العديد من الإشكالات المطروحة التي تتعلق بالآداء و إختيار اللاعبين ، علاوة على كونه إطارا وطنيا لم يتسلم مقاليد تدريب المنتخب المغربي إلا قبل ثلاثة أشهر من تاريخ إنطلاق التظاهرة الكروية الدولية ، بإرث ثقيل ، لم يخلو من الضغوطات والأعطاب ، خلفه سلفه البوسني خليلوزيتش .
متغيرات عديدة و تشكيلة غير مستقرة :
يظل إختيار اللائحة النهائية للاعبين الذين سيشاركون في نهائيات كأس العالم ، المهمة الأصعب على الإطلاق ، إذ يجد الركراكي نفسه حائرا بين السير على خطى المدرب السابق أو المغامرة بالمناداة على أسماء جديدة وإجراء تغييرات جوهرية خصوصا أن المدرب قد حدد من قبل لائحة موسعة تضمنت حوالي 45 لاعبا وهو عدد كبير من المرشحين يجعل الإختيار مربكا .
صرح وليد الركراكي أثناء مؤتمر صحفي قائلا : "لدي حاليا مشروع على المدى القصير يهدف الى التحضير لكأس العالم ... ستكون لي لمسة أو لمستان".
وقد تلقى مدرب المنتخب الحالي ، وليد الركراكي صدمات غير متوقعة ، تمثلت في تعرض العديد من النجوم المرشح غيابهم عن مونديال قطر ، ما عمق من حدة الأزمة .
يوسف النصيري تعرض لإصابة في مباراة إشبيلية وكوبنهاغن في دوري أبطال أوربا ، كما سبق أن تأكد غياب كل من عمران لوزا ، لاعب واتفورد الإنجليزي ، وطارق تيسودالي ، لاعب جينت البلجيكي ، عن نهائيات كأس العالم ، الأول بسبب تعرضه لإصابة عضلية ، والثاني بسبب العملية الجراحية التي أجراها .
أما بالنسبة لسفيان بوفال الذي غاب عن المباراة الأخيرة لفريقه أمام موناكو فقد تعرض لإصابة عضلية . وفي حين أن نايف أكرد ، عاد أخيرا ، إلى الميدان بعد غياب دام حوالي ثلاثة أشهر فقد لاحقت لعنات الحظ السيئ بالتوالي أوساسونا ، ياسين بونو ، وأنس الزنيتي الذي خضع هو الآخر للجراحة.
في هذا السياق ، جاء في تقرير الإتحاد الدولي لكرة للقدم الفيفا عن مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم أن وليد الركراكي يواجه مشكلتين عويصتين قبل النهائيات موضحا : " المشكلة الأولى تتجلى في غياب الفعالية الهجومية ، والثانية تتجلى في إصابة مجموعة من اللاعبين قبل المونديال " .
طموحنا يتعدى ثلاث مباريات :
وقد أكد في وقت سابق ، مدرب المنتخب المغربي ، في أحد البرامج الحوارية ، أنه على دراية تامة بجميع التحديات التي تنتظره وعلى وعي بالإكراهات التي يشتغل في إطارها ، كما أن إختياراته للتشكيلة التي ستخوض نهائيات كأس العالم تتحكم فيها عدة إعتبارات ، أهمها الجاهزية البدنية والذهنية والتكتيكية للاعبين.
جماهير متعطشة للنصر :
من جهة أخرى ، فإن الركراكي ، وجد نفسه محاصرا بالضغط الذي تفرضه مطالب الجماهير المغربية بتقديم أداء في المستوى وفرجة كروية ممتعة تجمع بين حسن التنسيق بين مختلف مكونات الفريق و النتيجة الإيجابية.
وقد جاء على لسان الركراكي ، أن هدفه الشخصي الذي يتضمنه عقده مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، هو الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في مشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 وتجاوز دور المجموعات إن أمكن ذلك .