أحمد العماري
تجري حرب ضروس بين المغرب ولوبي الجزائر والبوليساريو بالكونجريس الأمريكي الذي يتحرك بشكل رهيب للضغط على إدارة بايدن الرئيس الأمريكي الجديد للتراجع عن قرار الإعتراف بمغربية الصحراء،الذي اتخذه سلفه دونالد ترامب في 10 من دجنبر الماضي، يقود هذه الحرب القذرة ضد المغرب لوبي جزائري يقوده السينتاتور جيمس اينهوف المعروف بدعمه لأطروحات البوليساريو, مستعملا في ذلك كل الدعايات الجزائرية المتجاوزة.
حرب جزائرية دبلوماسية وإعلامية شرسة وقذرة تشم منها رائحة الانتقام والكراهية والحقد على المغرب خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والذي شكل ضربة قاضية لأحلام واطروحات قادة الجزائر والكيان الوهمي .
لكن في الوقت الذي ما زالت فيه الجزائر تعتقد ان إدارة بايدن ستتراجع عن قرار ترامب، مررت الإدارة الامريكية الجديدة رسائل ومؤشرات مفادها أن إدارة الرئيس الجديد لن تتراجع عن هذا القرار، ولعل آخر هذه المؤشرات، هو أولا: قرار وزارة الخارجية الأميركية وضع خارطة كاملة للمملكة بما فيها الصحراء المغربية في جميع مواقع التواصل الخارجي عبر العالم، قرار يفيد ان إدارة بايدن تعترف بالسيادة المغربية على صحراءه كما جاء في قرار الرئيس الأمريكي ترامب .
ثانيا:الزيارة المشتركة للوفد العسكري المغربي رفقة الوفد العسكري الاميركي رفيع المستوى إلى “قطاع المحبس” قرب الحدود الجزائرية الأسبوع الماضي. ثالثا: تأكيد الرئيس الأمريكي بايدن في اتصاله مع رئيس الحكومة الإسرائيلية التزامه بكل الاتفاقيات المبرمة مع الدول العربية في عهد ترامب وفي مقدمتها الاتفاق الثلاثي الأمريكي/الإسرائيلي/ المغربي .ورابعا: تصريح مستشار وزارة الخارجية الأميركية المكلف بشؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، في مقال له نشره موقع قناة “سي.أن.أن” أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لن يتراجع عن القرار الذي اتخذه سلفه الرئيس ترامب، القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء”.
مؤشرات الإدارة الامريكية الجديدة هاته تؤكد بأن بايدن لن يتراجع عن قرار سلفه ترامب في موضوع السيادة المغربية على الصحراء خصوصا اذا عرفنا ثبوتية القرارات الرئاسية في السياسات الخارجية الامريكية ، لكن ذلك يجب ان لا يعني تراخي الدبلوماسية المغربية في الحذر من كيد اللوبي الجزائري داخل الكونغريس الأمريكي وترقب خطواته لانه اصبح اكثر عدوانية وخطورة ضد المغرب ومستعد دفع أي شيئ من أجل محاصرة انتصارات الدبلوماسية المغربية، خصوصا بعد ان برهنت خطابات وسلوك الإدارة الامريكية الجديدة بأن قضية السيادة المغربية محسومة وانها لن تتراجع عن قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب، لكونه كان قرارا استراتيجيا ومؤسساتيا وليس قرارا تكتيكيا وشخصيا لأنه جاء نتيجة سنوات من المشاورات والمفاوضات والتوافقات بين أعضاء الحزبين الامريكيين الجمهوري والديمقراطي لطي ملف نزاع مفتعل بين المغرب والجزائر اصبح يشكل خطرا على المصالح الامريكية بالمغرب العربي وبالقارة الافريقية في ظل الاستراتيجية الامريكية الجديدة التي تريد إعادة الهيبة للولايات المتحدة الامريكية.
بايدن. السيادة المغربية على صحراءه. اللوبي الجزائري. البوليساريو . الجزائر