تحليل.. نوفل البعمري : "خطاب الحماية الإجتماعية"

قال نوفل البعمري، حول الخطاب الملكي، الذي أتى بمناسبة عيد العرش الواحد والعشرين، "الخطاب الملكي لهذه السنة الذي يخلد الذكرى 21 لاعتلاءه العرش، يمكن وصفه بخطاب الحماية الإجتماعية حيث ركز في مختلف فقراته على البعد الحمائي خاصة منه ما يتعلق بمستقبل المغرب الاجتماعي، قبل التطرق لهذا الجانب من الخطاب، لابد من الإشارة اولا إلى تأكيد الملك على انخراطه الإنساني و السياسي و المؤسساتي في محاربة كورونا، حيث أكد على أن نفس معاناة الشعب المغربي مع الفيروس هي نفسها تلك التي عاشتها الأسرة الملكية كأي أسرة مغربية، و هو تأكيد على نوع من التلاحم بين العرش و الشعب و على الخروج الجماعي الآمن من الفيروس لن يكون إلا عن طريق هذه المواجهة الجماعية و من خلال ما رسمه الملك في الخطاب باعتباره رئيسا للدولة من خطوات و قرارات اجتماعية استراتيجية تهم المغرب الاجتماعي و تعيد رسم ملامح الدولة المغربية، و نقلها إلى دولة حمائية، تدخلية تنظم و تؤطر السياسة الاجتماعية في المغرب، هنا وضع الملك ملامح تعاقد اجتماعي وجه مختلف الفاعلين سواء مؤسسات منتخبة من سلطة تنفيذية و تشريعية، كذا رجال المال و الاقتصاد و مختلف المتدخلين في الجانب الاجتماعي بتنزيل هذا التعاقد الاجتماعي الذي تحدد في " إحداث صندوق للاستثمار الاستراتيجي مهمته دعم الأنشطة الإنتاجية، ومواكبة وتمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى بين القطاعين العام والخاص، في مختلف المجالات" مع قرار " إحداث وكالة وطنية مهمتها التدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة، ومواكبة أداء المؤسسات العمومية" مع قرار جريء بتعميم التغطية الصحية في أفق زمني ينطلق منذ يناير 2021 ، ينطلق حسب الخطاب"بتعميم التغطية الصحية الإجبارية، والتعويضات العائلية، قبل توسيعه، ليشمل التقاعد والتعويض عن فقدان العمل.""

"كما أكد أن هذا التعميم للتغطية الصحية يتطلب" إصلاحا حقيقيا للأنظمة والبرامج الاجتماعية الموجودة حاليا، للرفع من تأثيرها المباشر على المستفيدين، خاصة عبر تفعيل السجل الاجتماعي الموحد"" وفقا لقراءة المحامي والناشط السياسي، نوفل البعمري.

"إننا أمام خطاب اجتماعي ببعد مستقبلي يحدد ملامح المغرب الاجتماعي الممكن المتضامن، المتآزز، حمائي" يقول البعمري.