في زمن "كورونا".. ولائم انتخابية تحت الحظر الليلي

لم يمنع الحظر الليلي من إقامة ولائم انتخابية في ضيافة منتخبين نافذين، وتعمد أصحاب “العراضات” توجيه الدعوات إلى رجال وأعوان السلطة بذريعة تقديم الدعم لهم والتكفل بمأكلهم ومشربهم عند قيامهم بدوريات مراقبة احترام مقتضيات حالة الطوارئ فوق تراب دوائرهم الانتخابية.
وذهب رئيس جماعة، برلماني عضو مجلس المستشارين عن إقليم أزيلال ، حد إقامة وليمة عشاء حضرتها شخصيات من الإدارة الترابية والمجالس المنتخبة، رغم أن حالة الطوارئ والحجر الصحي يمنعان التنقل والتجمع ليلا.
وأبدى سعد الدين العثماني غضبه من محاولة خرق أمين عام حزب، قانون الطوارئ وقرار حظر التجوال الليلي لزيارة رئيس الحكومة بمقر إقامته بحي الأميرات بعد الإفطار، ما وضع المضيف في حرج، خاصة أن الأمر يتطلب التبليغ عن هذا الخرق الخطير، بالنظر إلى أن وزارة الداخلية حددت في بلاغ صادر عنها، الحالات التي سيتم استثناؤها من القرار الذي يقضي بـ”حظر التنقل الليلي” يوميا من الساعة السابعة مساء، حتى الخامسة صباحا، خلال رمضان، وفقا ليومية "الصباح" .
ومع اقتراب العيد، اشتدت وتيرة حرب القفة بين المنتخبين، إذ عرف مقر جماعة “مستي”، بتراب إقليم كلميم، بحر الأسبوع الجاري، عراكا بين رئيس الجماعة وأحد أعضاء أغلبيته، بسبب الصراع حول طريقة تدبير حصص المواد الغذائية التي توزعها هيأة تابعة لمؤسسة حزبية، تولى الرئيس توزيعها بإيعاز من نائب برلماني.
وعلمت “الصباح” أن توزيع المساعدات الغذائية يكون حسب الولاء الانتخابي وبتمييز سياسي، ما أغضب الخصوم، كما هو الحال في الجماعة المذكورة، إذ انفجر أحد أعضاء الأغلبية المسيرة للمجلس غاضبا في وجه الرئيس، الذي رد بشكل أعنف وتحول المجمع إلى حلبة للملاكمة.
وسجل أعضاء فريق المعارضة بجماعة “مستي”، أن هذا العنف المادي وعراك الأيادي والسب والشتم بين أعضاء الأغلبية، يدل بشكل ملموس وواضح على أن أغلبية المجلس لا تحمل برنامجا تنمويا، ولا يرتبط أعضاؤها بعقد أخلاقي وسياسي متين لتدبير شؤون الجماعة والمصلحة العامة، وإنما هي أغلبية هشة ربطتها شبكة مصالح خاصة، سرعان ما افتضح أمرها منذ اليوم الأول في ممارسة التسيير.
وشجب أعضاء المعارضة استغلال ظروف وإكراهات جائحة فيروس “كوفيد 19″، في العمل الانتخابي، وإقحامه في حسابات سياسية ضيقة من قبل رئيس الجماعة، الذي يركب على مبادرة حسنة من حزبه الذي زوده بمساعدات غذائية عن حسن نية، لكن توزيعها يتم بطرق تمييزية حسب منطق الولاء والتبعية.
وأشار بيان للمعارضة إلى أن أعضاءها نبهوا لهذه التصرفات اللاإنسانية، التي أشعلت في السنة الماضية صراعات بين المواطنين، بحثا عن الأنصار والأصوات باستعمال قفة المساعدات الغذائية ، محذرا من مغبة المساهمة في تعميق الهوة الاجتماعية وتكريس التمييز في البوادي.