حان أسبوع الحسم بالنسبة لفريق الرجاء الرياضي في الموسم الإفريقي، هنا تتنحى حسابات الأشهر المنصرمة جانبًا، ويصبح واجبا على كل المغاربة ( مسؤولين - صحفيين - جماهير ) دعم الفريق والإلتفاف حوله أكثر، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بنهائي قاري، فهنا لا إنتماء ولا حياد ولا دخل لأي حسابات، فقط مباراتين من ينجح في تخطيهم يقف على منصة التتويج ويرفع راية بلاده عاليا.
الجماهير الرجاوية غاضبة من المسؤولين و تتساءل "لماذا هذا الهجوم على الفريق، من طرف لجنة البرمجة، هل يعقل برمجة مباراة ثلاثة أيام بعد مقابلة الذهاب، وأربعة أيام فقط قبل لقاء الإياب، نهائي كأس "الكاف"؟.
الجماهير العاشقة للون الأخضر تستغرب عن من يريد زعزة استقرار الفريق وتشتيت تركيز اللاعبين و المدرب، وهو مقبل على تمثيل المغرب في نهائي "الكاف"، ببرمجة اللقاء في هذا التوقيت بالضبط.
المتتبع لكل الإنتقادات التي يتعرض لها المدرب كارلوس غاريدو، قبل أيام قليلة عن موعد النهائي المرتقب ومنذ فترة ليست بالقصيرة، يصاب بالصدمة من هول ما يسمع ويقرأ من بلاغات ومقالات وتعاليق وتحاليل وأحكام قاسية وجاحدة تتنكر للجهود المبذولة وتنسى بأن الفريق على بعد خطوة واحدة من تحقيق اللقب، لكن هل يعلم المتتبع الكروي انه قد صار للنسور خيارات كثيرة فنية وتكتيكية لا تملكها فرق أخرى بجيل من اللاعبين الشبان لا يلقون التشجيع سوى من جماهير "الكورفا سود" جماهير وفية وعاشقة ومتفهمة أكثر من كل الفلاسفة الذين لم تعد لديهم سوى وظيفة واحدة هي التركيز على المشاكل والنقائص لتكسير الفريق والسكوت بالمقابل عن كل المهازل التي تحدث في قطاع الرياضة عموما وفي مختلف المجالات..
صحيح أن الرجاء عانى في السنوات الأخيرة من عدت أزمات، وصحيح أن الكرة مثيرة للجدل والاختلاف والانتقاد، وإبداء الرأي بشأنها ظاهرة صحية في كل مجتمع، خاصة عندما يتعلق الأمر بفريق كبير، لكن حبذا لو يتم تجاوز هذا الهجوم والجدل والنقاش الى حين نهاية النهائي القاري.
أغلب الفرق الوطنية تعاني من مشاكل، لكن أغلب الناس يتجاهلوا الحديث عنها ويسكتهم الخوف من تضييع المكاسب فيلتزمون الصمت حيال وضع رياضي بلغ قمة الرداءة! وكثير من الفرق لها صراعات مع المدربين واللاعبين ولا أحد يتجرأ لينتقد ويندد ويفضح المستور!
أما عندما يتعلق الأمر بفريق الرجاء الرياضي، فإن الناس جميعا يصبحون نقاد محللين وفنيين ومدربين عارفين للقوانين ويفهمون في الخطط والخيارات واختيار، وينتقدون أداء الفريق الأخضر بكل قسوة ودون أدنى احترام وأدب للمدرب ولظروف اللاعبين الذين يستحقون كل التشجيع.
وفي هذا الصدد، أذكر الجميع أن المشاكل والعراقيل في وجه النسور كانت لسنوات وليست وليدة اللحظة، واليوم كلنا أمل في تتويج "نادي الشعب" باللقب القاري لأن مصداقية هذا المنطق تتضاعف حين يتعلق الأمر بالرجاء الرياضي، الفريق المغربي الأكثر تتويج خلال القرن ال21، ولأن تاريخ الرجاء الرياضي يكرر نفسه، ويتضمن الكثير من المتشابهات.
كلنا ثقة في النسور لتحقيق اللقب القاري الذي غاب على خزينة النادي لمدة سنوات، ليس ترشيحا، وإنما كل المؤشرات تقول ذلك، سيناريو 2003 يتكرر، ومعطيات تتويج الرجاء بكأس "الكاف" كلها حاضرة، سواء على المستوى التكتيكي، أو على مستويات أخرى كشخصية الرجاء في المنافسات القارية وقدرته على الحسم في النهائيات وأيضا حضور العزيمة و الإرادة لدى كل مكونات الفريق .
وأختم أن نادي الرجاء الرياضي وجماهيره العريضة،التي شرفت الكرة المغربية على جميع الأصعدة وجعلت علم البلاد يرفرف دائما وعاليا،وفي أكبر البطولات الدولية، والتي كتب عنها الكثيرون وشهدت لها القنوات الفضائية العربية والدولية بالقدرة على خلق أجواء من الفرحة والفرجة في انضباط تام وانسجام رائع،حير كبار المعلقين، وأشاد به العظماء من المدربين.. لايريدون سوى تحقيق العدالة ومبدأ تكافئ الفرص بين جميع الفرق الوطنية ورفع الظلم عنهم وعن رجال الرجاء الشرفاء وشبابه الكرماء،وهي تحترم النظام العام والقوانين الجاري بها العمل،حتى وهي تشعر بالغبن والمؤامرة والاستهداف..وليس أمام هذه الجماهير الأسطورية إلا المزيد من الصبر على الأقدار، وتفويض الأمر لله وحده.
“بالروح و القتال، و عزيمة الرجال … قصة ساعة ونصف ينتظر من خلالها “الشعب المغربي” أن يحلق النسر الى قمة جبل "كيليمنجارو"، الشعب ينتظر أن يعود "الكابيتانو" بدر بانون و هو يحمل الكأس الذي غاب لسنوات، وليكرر بنحليب إنجاز ابوشروان، في إنتظار ذلك … إذا النسر يوما أراد التحليق فلا بد من عزيمة الرجال !
لم يبقى لنا إلا ممثل واحد ووحيد في المنافسات الإفريقية “ إلتفوا حوله ”، وتركوا الحسابات الشخصية جانبا، فلم يتبقى الى أيام قليلة و نفرح جميعا.