دونالد ترامب.. النجم المثير للجدل الذي لم يتوقع أحد عودته إلى البيت الأبيض

 

رحلة دونالد ترامب الاستثنائية لم تكن سهلة ولا خالية من التحديات. فعلى الرغم من أصوله الثرية وشغفه بالنجاح التجاري، كان صعوده إلى الرئاسة الأمريكية غير متوقع وحتى محفوفا بالكثير من المخاطر القانونية والسياسية.

ولد ترامب عام 1946 في حي كوينز بنيويورك، نشأ في أسرة تتمتع بثروة عقارية هائلة جمعها والده فريد ترامب المطور العقاري.

ورغم امتلاكه لموارد مالية وافرة، إلا أن ترامب سرعان ما أثبت قدرته على التوسع والنجاح بنفسه، فتوسع في أعمال العائلة ليشمل فنادق فاخرة وعقارات سكنية في مانهاتن، ناهيك عن امتلاكه لمجموعة من الكازينوهات في أتلانتيك سيتي.

وفي خطوة أضافت المزيد من الشهرة لاسمه، قدم ترامب برنامج تلفزيون الواقع "المتدرب"، الذي حقق نجاحا كبيرا وأدر خاصة عبارته الشهيرة ’’انت مطرود’’ وهي العبارة التي خاطبته بها جين بايدن بعد نجاح زوجها في رئاسيات 2020.

رغم هذا النجاح التجاري الساحق، إلا أن ترامب لم يكتف به، بل طمح إلى المنصب الأعلى في البلاد، فترشح للرئاسة الأمريكية وفاز بها عام 2016 ليصبح الرئيس الخامس والأربعين.

لكن مسيرة ترامب السياسية لم تكن خالية من التحديات، فقد واجه اتهامات قضائية كثيرة تتعلق بقضايا احتيال تجاري وتهرب ضريبي، بالإضافة إلى محاولات اغتيال خلال حملته الانتخابية الأخيرة لعل اشهرها في  13 يوليوز في بنسلفانيا.

وفي عام 2024، أصبح أول رئيس سابق في التاريخ الأمريكي يُدان في قضية جنائية، مما لا شك أنه سيترك بصمة دائمة على سجله السياسي والشخصي.

رغم كل هذه التحديات، ظل ترامب كطائر فينيق ينبعث من الرماد، وتمكن من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024، ليعود مرة أخرى إلى الواجهة السياسية الأمريكية رئيسا يحمل الرقم 47.

 

 

اقرأ أيضا:

كامالا هاريس.. نجمة الديمقراطيين التي لم تحقق توقعات دعاتها

اعترفت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترمب خلال خطاب متلفز الأربعاء 6 نونبر2024.

كانت كامالا هاريس الأمل الجديد للحزب الديمقراطي في مواجهة دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض. فبعد فشل جو بايدن في إقناع الناخبين بصلاحيته للرئاسة، تم ترشيح هاريس كبديل له، لتصبح أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس.

لكن رحلتها السياسية لم تكن سهلة. فرغم دعم الديمقراطيين لها وآمالهم الكبيرة في نجاحها، إلا أن هاريس لم تقدر قدرات ترامب الكبيرة في التواصل مع الناخبين. فقد فشلت في التعامل بحنكة مع الهجمات اللاذعة التي وجهها لها خصومها، وكانت خطاباتها أحيانًا متناقضة وغير قادرة على إحداث الأثر المطلوب.

كما أن الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي ميزت فترة ولاية ترامب الأولى لم تساعد هاريس في استمالة الناخبين. فالتضخم المرتفع وتكاليف المعيشة المتزايدة، إلى جانب القلق الأمني بعد أحداث الشغب في 6 يناير، خلقت بيئة معادية لم تتمكن هاريس من التعامل معها بفاعلية.

وفي النهاية، تمكن ترامب من استغلال نقاط الضعف لدى هاريس واستغلال التحديات التي واجهها الديمقراطيون، ليفوز بالانتخابات بفارق ضئيل. وبذلك أصبح أول رئيس سابق في التاريخ الأمريكي يعود إلى البيت الأبيض بعد خسارته الانتخابات السابقة.

لم تكن هزيمة هاريس مفاجئة للكثيرين، فقد كشفت فترة تولي منصب نائب الرئيس عن حدود قدراتها السياسية. فعلى الرغم من طموحها الكبير وثقة الديمقراطيين بها، إلا أنها لم تتمكن من إثبات جدارتها في المواجهة الحقيقية مع ترامب ورفاقه. وبذلك خيبت آمال من رأوا فيها نجمة صاعدة قادرة على إنقاذ الحزب من براثن الهزيمة.

رغم الآمال الكبيرة التي عقدها الديمقراطيون على كامالا هاريس كبديل قادر على هزيمة دونالد ترامب في انتخابات 2024، إلا أن هذه الطموحات لم تتحقق في النهاية. فقد واجهت هاريس تحديات جسيمة أطاحت بمساعيها للوصول إلى البيت الأبيض.

البداية كانت صعبة، فقد شهدت مناطق عديدة في البلاد تحولاً كبيراً نحو ترامب، بما زاد من حظوظه للفوز بالتصويت الشعبي الوطني للمرة الأولى. كما ورثت هاريس وضعاً صعباً من سلفها جو بايدن، الرئيس غير المحبوب على نطاق واسع بسبب تعامله مع التضخم والهجرة وقضايا السياسة الخارجية.

بدلاً من تبني مواقف واضحة وحاسمة، اختارت المسار الوسطي، محاولة إرضاء الجميع دون الانحياز لأي طرف. ولم تجرؤ على انتقاد بايدن أو سياسات إدارته، بل حاولت تبرير الأخطاء وإلقاء اللوم على ترامب.

في النهاية، لم تتمكن هاريس من التغلب على التحديات التي واجهتها، وأخفقت في إقناع الناخبين بأنها البديل القوي والمؤهل لإخراج ترامب من البيت الأبيض مرة أخرى. وبذلك انتهت آمال الديمقراطيين في استعادة السلطة، وعاد ترامب إلى المنصب الأعلى في البلاد.

 

 

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.