أصدر الممثل والمخرج المغربي هشام إبراهيمي فيلمًا وثائقيًا جديدًا بعنوان “أمرز”، قام بإخراجه وتصويره في مدينة بوجدور، الواقعة جنوب المملكة، حيث تم العرض ما قبل الأول للفيلم يوم الجمعة المنصرم بالخزانة السينمائية المغربية بالرباط.
العمل يقدم تجربة إنسانية وفنية غنية، تتقاطع فيها ذاكرة الصيادين التقليديين مع فلسفة الحياة، في مزيج بصري شاعري يُلامس روح المكان والإنسان.
وفي تصريح خص به جريدة بلبريس الإلكترونية، قال هشام إبراهيمي إن فيلم ‘أمرز’ يشكل محطة مهمة في مساره الفني كمخرج سينمائي، مؤكدا أنه عمل يعتز به كثيرًا كونه نابع من عمق المجتمع المغربي.
وأضاف إبراهيمي في تصريحه أن الوثائقي الجديد حظي بدعم من المركز السينمائي المغربي إلى جانب مجموعة من الأعمال الأخرى التي تعنى بالثقافة الحسانية واللهجة الصحراوية، وهو ما أتاح له الاشتغال عليه بصدق وشغف كبيرين.
وختم هشام إبراهيمي تصريحه قائلا:" كنت أبحث عن صوت الصمت، عن الحكايات التي لا تُقال، وعن المعنى في التفاصيل الصغيرة، بوجدور لم تكن فقط مكان التصوير، بل كانت الشخصية الأساسية في الفيلم بروحها وشخوصها وأمواجها، وهنا أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم في اخراج هذا العمل الفني إلى الوجود من الطاقم الفني والتقني وكذلك الانتاج.
ويُجسد الفيلم الوثائقي حكاية رجل مسن يبلغ من العمر تسعين عامًا، ينتمي إلى سلالة عريقة من الصيادين، ويحمل في ذاكرته حِكم البحر وفنون الصيد بالشباك، حيث تتلاقى خبرته العميقة مع حكمة شاب دفعته قسوة الجفاف والفقر إلى الهجرة والبحث عن لقمة العيش وسط أمواج البحر.
وعبر مشاهد مؤثرة وأحاديث عذبة عند مواعيد الغروب، ينقل الفيلم للمشاهدين رسالة تتجاوز الحكاية الفردية لتتحول إلى تأمل إنساني حول الصبر والتواضع والالتزام بالطبيعة، فهو يوثق معرفة تراثية فريدة تتجلى على حافة الاندثار، حيث تتناغم حركة الإنسان مع نسق البحر، ويهمس كل فعل بتناغم صامت مع الحياة.
“أمرز” لا يقتصر على سرد قصصي بل يتحول إلى رحلة استكشافية داخل أعماق الذاكرة الإنسانية، حيث تختلط أصوات الأمواج برمزية الوفاء والصمود، في مسرح مفتوح على مياه البحر، يتحول إلى لقاء خالد لا يُنسى.
ويعد هذا العمل استمرارًا لنهج الممثل والمخرج هشام إبراهيمي في توظيف السينما الوثائقية لخدمة قضايا اجتماعية وثقافية، حيث يراهن على الصورة البسيطة واللغة الإنسانية لنقل نبض المجتمعات المحلية، وإبراز الهوية المغربية بجمالياتها الأصيلة.