دروس مونديال قطر: السعودية وتونس يقدمان درسا للمنتخب المغربي ووليد الركراكي يتفاعل بذكاء

قدم المنتخبان السعودي والتونسي درسا مهما للمنتخب المغربي، في نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022، مفاده أن "نتيجة المباراة الأولى، وإن كانت مهمة جدا في مسار التأهل من دور المجموعات، إلا أنها لا تعني أي شيء، ولن تكون مفيدة أبدا إذا لم يكن باستطاعة المنتخبات إدارة باقي المباريات بحكمة بالغة، وبحذر شديد من مختلف العوامل الخارجية التي قد تؤثر سلبا على الأداء الفني والتكتيكي.

أهم تلك العوامل، يرتبط بالعامل الذهني، فالمنتخب السعودي ومختلف المكونات المحيطة به من جماهير ووسائل إعلام، تعاملوا مع الفوز على منتخب الأرجنتين بمبالغة شديدة، وشحن عاطفي مبالغ فيه، وكأن المنتخب السعودي فاز بكأس العالم، وليس بمباراة افتتاحية ضمن ثلاث مباريات فاصلة، فكانت النتيجة، خروج ذهني للمنتخب السعودي أمام المنتخب البولندي، رغم أن مستوى المنتخب السعودي على المستوى الفني الفردي جيد، وتكتيكيا كان بإمكان هيرفي رونار أن يدير المباراة بطريقة أفضل مما قدمه في المستطيل الأخضر، وهي نفس العوامل التي أثرت وساهمت في هزيمة المنتخب التونسي أمام نظيره الأسترالي.

الناخب الوطني وليد الركراكي، تفاعل مع هذه المعطيات بشكل ذكي، في الندوة الصحفية التي عبر فيها السبت 26 نونبر 2022، عن عزم شديد وثقة كبيرة بإمكانيات أسود الأطلس أمام المنتخب البلجيكي، دون أن يغفل في تصريحه التأكيد على أنه سيواجه منتخبا مرشحا للظفر بكأس العالم، مؤكدا أن التأهل للدور المقبل هدف سيتم تحقيقه بأي طريقة، معطيات أكد عليها بعد نهاية المباراة التاريخية التي انتصر فيها الأسود بهدفين دون رد، مؤكدا ان العامل الدهني كان حاسما.

وحذر المدرب الوطني من التبخيس المبالغ فيه إن على مستوى تقدير الخصوم، أو تقدير قيمة النخبة الوطنية التي وقع عليها الاختيار، مشددا على أهمية الدعم الوطني الشامل للمنتخب الوطني والحذر كذلك من التبخيس الخارجي للصحافة الأجنبية أو الوطنية التي تواكب رحلة الأسود. مع اللعب بذكاء،حيث قال قبل المباراة" نريد لعب المباراة بذكاء ونريد تقديما أفضل ما نملك ونحقق التأهل، يجب أن نركز على أنفسنا ومنتخبنا بخير، لا يهمني ما تقوله الصحافة البلجيكية، لدينا هنا مهمة جئنا من أجلها ونركز عليها، نعم، لدى الخصم تجربة وقيمة كبيرة، ونحن لدينا أفضل حارس، ولاعبين مميزين، علينا أن نتحلى بالواقعية، نريد صناعة المفاجأة والظهور بمستوى يليق بنا. في مونديال 98 حققنا أول فوز، وأفضل نتائجنا سجلناها في مونديال 86.، يجب ألا ننسى أهمية العامل الذهني، في جيبنا نقطة واحدة وهي مهمة بالنسبة لنا غدا لنقدم أفضل ما لدينا ". وقال بعدها، " اللاعبون كانوا رجال، والجماهير الى جانب الصحافة المغربية كانوا متفائلين، وهذا ما كنت أركز عليه قبل المباراة ".

هذه النظرة المتوازنة للمعطيات، وللمؤشرات الفنية والتكيتيكة وخاصة الذهنية، تعبر عن ذكاء المدرب الوطني وليد الركراكي، خاصة أنها كانت عاملا من عوامل نكسة منتخبات وتألق منتخبات أخرى، وهنا نشير إلى نموذج المنتخبين القطري والسنغالي من الناحيتين على سبيل المثال، مما يؤكد أن لهذه العوامل دور مهم في صناعة نجاح المنتخبات المشاركة في المونديال، ودور المدرب يتجلى في إمكانية تحكمه في هذه المعطيات بمختلف أشكالها للدفع بتشكيلته لتقدم أفضل ما لديها، وهو ما يجعنا نطمئن لمسار الأسود رفقة الربان وليد الركراكي من جهة، ونؤكد على أنه يتعامل بذكاء مع ما ذكر من معطيات من جهة أخرى.

ما رأيكم في هذا الدرس من دروس مونديال قطر فيفا 2022؟