نظّمت مجموعة من الأمهات المغربيات، اليوم الإثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن المختفين في ليبيا منذ شهور، بل ومنذ سنوات في بعض الحالات، في ظروف توصف بالغامضة.
ورفعت الأمهات المحتجات صور أبنائهن، كما صدحت خلال الوقفة أصوات مشبعة بالألم تطالب بتدخل عاجل من الدولة المغربية، مناشدة أعلى السلطات من أجل إنهاء معاناة عشرات العائلات المعلقة بين الأمل والحسرة.
وفي هذا السياق وجّهت سيدة مغربية نداءً إنسانيًا مؤثرًا إلى السلطات العليا في البلاد، تطالب فيه بالكشف عن مصير ابنها الذي اختفى منذ قرابة عام في ليبيا، بعد أن غادر المغرب بحثًا عن فرصة عمل. وأكدت أن التواصل مع ابنها انقطع منذ أكثر من أربعة أشهر، دون أن تتلقى العائلة أي معلومات بشأن مكان وجوده أو وضعه الحالي.
وفي تصريح للصحافة، ناشدت الأم جلالة الملك محمد السادس والمدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي التدخل العاجل لمساعدتها في معرفة مصير نجلها، قائلة إنها لا تسعى إلى تعويض أو امتياز، بل تطلب فقط عودة ابنها، حيًّا كان أو ميتًا، مضيفة: “إذا كان معتقلًا، أرجو إطلاق سراحه، وإذا توفي، أطالب بجثمانه لدفنه وقراءة الفاتحة على قبره.”
وأوضحت أن نجلها، البالغ من العمر 24 سنة، سافر إلى ليبيا من أجل العمل، وليس له أي صلة بأنشطة غير قانونية، مشددة على أنه لم يكن متورطًا في تجارة المخدرات أو أي سلوك إجرامي، بل غادر بهدف إعالة أسرته.
كما عبّرت الأم عن عجزها التام عن التحرك بمفردها، نظرًا لوضعها الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدة أن ظروفها لا تسمح لها بالسفر أو تتبع مصير ابنها في الخارج، وقالت إن أملها الوحيد اليوم هو تدخل الدولة ومؤسساتها.
وختمت نداءها بدعوة كافة المواطنين والمواطنات داخل المغرب وخارجه إلى التضامن معها، مشيرة إلى أن قضيتها ليست معزولة، بل تمثل حال عدد من الأسر المغربية التي فقدت أبناءها في ظروف غامضة خارج البلاد، خصوصًا في مناطق النزاع والانفلات الأمني.