في مشهدٍ جمع بين البهجة والجدل، عاشت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالقنيطرة لحظة فارقة مساء الجمعة، بتنظيمها لحفل تخرج دفعة 2025، وسط أجواء احتفالية احتضنتها رحاب جامعة ابن طفيل.
وعرفت المناسبة التي شارك فيها الخريجون إلى جانب أسرهم وأطر المؤسسة، فقرات فنية شعبية أبرزها عرض للفنان عبد الله الداودي وفرقة من “الشيخات”، وهو ما منح الأمسية طابعًا مغربيًا خالصًا، لكنه سرعان ما أشعل موجة انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين من رأى في الحدث احتفالًا مشروعًا بنجاح أكاديمي، ومن اعتبره خرقًا غير لائق لهيبة الفضاء الجامعي.
وفي خضم هذا الجدل الكبير الذي رافق حفل تخرج دفعة 2025 من طلبة المدرسة، وما أثاره من نقاشات متفاوتة على منصات التواصل الاجتماعي، خرجت جمعية طلبة المؤسسة عن صمتها ببلاغ رسمي توضيحي، موجّه إلى الرأي العام الجامعي والوطني.
البلاغ الذي توصلت “بلبريس” بنسخة منه، استهلته الجمعية بتهنئة الخريجات والخريجين على نجاحهم المستحق، معربة عن امتنانها العميق لكل من لبّى دعوة الحضور من سلطات عمومية، ومسؤولين جامعيين، وأساتذة، وموظفين، ومنتخبين، وأولياء الأمور، مؤكدة أن وجود هؤلاء ساهم في إضفاء طابع خاص على المناسبة.
وأكدت الجمعية أن الحفل تميز بأجوائه الراقية وتنظيمه المحكم، حيث افتُتح بتلاوة آيات قرآنية والنشيد الوطني، ثم أعقبتها كلمات رسمية ألقاها مدير المؤسسة وممثلون عن الهيئة التربوية، إلى جانب ما وصفه البلاغ بـ”التفاعل الإيجابي” لعراب الدفعة.كما شهد الحفل لحظات تكريم الطلبة المتفوقين، وتوزيع الشهادات في جو قالت عنه الجمعية إنه “مفعم بالاعتزاز والمسؤولية، ووسط حضور عائلي لافت”.
وفي رد غير مباشر على الانتقادات التي طالت الفقرة الفنية، شددت الجمعية على أن هذه الفقرة جاءت تلبية لرغبة الخريجين، وأنها جزء من التقاليد الاحتفالية المعتادة منذ سنوات، مؤكدة أنها نُظّمت في “إطار احتفالي مغربي صرف”، وباحترام تام للأخلاقيات العامة، وبمشاركة أسر الخريجين.
كما لم تُغفل الجمعية التذكير بأدوارها السنوية، من خلال ما تنفذه من أنشطة متنوعة تشمل مجالات التربية، والرياضة، والعمل الإنساني، والبيئي، والاجتماعي، أبرزها تنظيم قوافل طبية، ترميم المدارس والمساجد، حفر الآبار، وإطلاق حملات تحسيسية، بما يعكس بحسب تعبيرها “أثرا مجتمعيا مباشرا”.
وفي اعتراف ضمني ببعض الهفوات التنظيمية التي قد تكون وقعت، أرجعت الجمعية الأمر إلى ضغط الوقت وضعف الإمكانيات الذاتية، مشددة في المقابل على اعتزازها بما تحقق من نجاح جماعي وروح إيجابية طغت على الحفل.
وختم البلاغ بالتأكيد على انفتاح الجمعية على الآراء البناءة، وتجديد التزامها بخدمة طلبة المدرسة والانخراط في كل ما من شأنه رفع إشعاع المؤسسة الأكاديمي والإنساني.