بشراكة استراتيجية.. بريطانيا تدعم تدريس الإنجليزية وتسهل إنشاء جامعاتها بالمغرب

 وضعت المملكة المتحدة والمغرب أسساً متينة لتعزيز حضور اللغة الإنجليزية في المنظومة التعليمية المغربية، وذلك كأحد أبرز مخرجات زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى الرباط. هذه الشراكة التعليمية الطموحة، التي تشمل تسهيل إنشاء فروع للجامعات البريطانية والاعتراف المتبادل بالشهادات، تأتي في سياق سياسي أوسع شهد إعلاناً تاريخياً من لندن بدعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي.

وخلال الزيارة، التي جرت يومي 1 و2 يونيو في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين، تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي تنص صراحة على "تشجيع استخدام اللغة الإنجليزية كلغة للتدريس". كما تم الإعلان عن الاعتراف التلقائي بالشهادات الجامعية البريطانية للطلاب المغاربة، والتزام المغرب بتسهيل إنشاء فروع لجامعات بريطانية على أراضيه.

ولترسيخ هذا التوجه على مستوى التعليم الأساسي، أعلنت وزارة التعليم المغربية عن تمويل مشترك لبرنامج "الإنجليزية للتدريس" الذي يديره المجلس الثقافي البريطاني، بهدف توسيع نطاقه ليشمل تدريب المعلمين والمفتشين على الصعيد الوطني.

هذا الزخم في التعاون التعليمي يندرج ضمن شراكة استراتيجية أعمق، توّجت بإعلان المملكة المتحدة رسمياً انضمامها إلى قائمة الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، واصفة إياه بـ "الأساس الأكثر مصداقية وجدية". وجاء هذا الموقف، الذي يعزز الموقف المغربي ويزيد من عزلة الطرح الانفصالي، في بيان مشترك وقعه لامي ونظيره المغربي ناصر بوريطة، مؤكداً التزام لندن بالعمل على دعم هذه التسوية على كافة الأصعدة.

وهكذا، تتضح معالم شراكة متكاملة تجمع بين الدعم السياسي الصريح والتعاون الملموس في مجالات حيوية كالتعليم والتجارة والأمن، مما يفتح فصلاً جديداً في العلاقات المتنامية بين المملكتين.