أجرت القناة التلفزية الإسبانية الثالثة حوارا مع المجرم ابراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، الذي يحضر أشغال القمة الأوربية الإفريقية باعتباره يمثل كيانا وهميا زرعته جارة السوء الجزائر في منظمة الاتحاد الإفريقي، ولم تتم دعوته من طرف الاتحاد الأوروبي.
وانصبّ الحوار حول ظروف وملابسات دخول زعيم الجبهة الانفصالية إلى التراب الإسباني في ابريل الماضي بطريقة غير قانونية وبهوية مزورة، مما تسبب في أسوأ أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا ما تزال تداعياتها مستمرة إلى اليوم.
وكعادته اتّسم هذا الحوار بالهروب من مواجهة الحقائق الثابتة على الأرض، ورفض الإجابة بشكل صريح على مجموعة من الأسئلة.. والكذب بشأن العودة إلى “الكفاح المسلح”.. وأوهام الكيان المصطنع في تندوف…
رفض جلاد ( بوليساريو) الأول ابراهيم غالي، في الحوار المذكور، أن يدلي بتفاصيل وتوضيحات بشأن من سمح له بدخول التراب الإسباني في أبريل الماضي، وكيفية دخوله بطريقة غير قانونية وبهوية مزورة إلى اسبانيا ، مدعيا أن حالته الصحبة آنذاك لم تكن تسمح له بمعرفة التفاصيل.
وادعى ، في هذا السياق، أن “العلاقات المغربية الإسبانية تعرف دوما مدا وجزرا”، كما ادعى الجلاد الذي ظلت تلاحقه شكاوى ودعوات قضائية بإسبانيا بسبب جرائم حرب، أن “المغرب يبحث دائما عن مبررات للضغط على اسبانيا لكي تقدم تنازلات في ملف الصحراء المغربية”.
وحول ما إذا كان رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز على علم بدخوله إلى إسبانيا، بدا زعيم ميليشيات (بوليساريو) منزعجا من السؤال، حيث كرر أن وضعه الصحي لم يكن يسمح له بمعرفة ظروف دخوله إلى اسبانيا ومن يتحمل مسؤولية ذلك.
وحول سؤال ما إذا كان يتأسف أن كان السبب في اندلاع التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية، أجاب أنه يتأسف لكون “قضية صحية وسلوك انساني” كان وراء إقالة وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية السابقة وأن تكون اسبانيا “ذهبت إلى حد بعيد في تقديم تنازلات للمغرب” على حد تعبيره.
وبشأن علاقة كيانه الوهمي بالحكومة الإسبانيا، أجاب الجلاد أنها “ليست دافئة وليست باردة”، متمنيا أن “تتعزز أكثر وتصبح أكثر استقرارا ومتانة ولا تتأثر بما سماه “الصغوطات التي يمارسها المغرب”.
وحول مراسلة المغرب للبرلمان الأوروبي بشأن دخوله إلى اسبانيا بتلك الطريقة الهوليودية وغير المؤطرة بأي قانون، توهم جلاد (بوليساريو) أن ذلك تعبير عن “يأس” المغرب إزاء ” المكاسب التي تحققها الجمهورية الوهمية على الصعيد الدولي ” .
في السياق ذاته، اتهم زعيم الجبهة الانفصالية “الموقف السلبي للاتحاد الأوروبي” تجاه ما سماه ب”الشعب الصحراوي” . وزاد قائلا” لم نلمس أبدا مشاركة نشطة للمسؤولين الأوروبيين قصد المساعدة على إيجاد حل لهذا النزاع الذي عمر أزيد من أربعة عقود”.
وطالب بانخراط أكبر لألمانيا واسبانيا باعتبارهما بلدان يمكن أن يساهما بقوة في حل المشكل انطلاقا من أوروبا.
وحول أسطوانة الاستفتاء وتقرير المصير المشروخة، أكد جلاد بوليساريو أن إسبانيا تتحمل كامل المسؤولية في النزاع المفتعل، وأنه ينبغي لإسبانيا أن تنخرط أكثر في هذا النزاع لأنها” المسؤولة عما نعيشه”.
وبشأن رأيه في المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا ، قال الجلاد إنه يتعين على الأخير أنه إذا حظي بدعم كامل من طرف مجلس الأمن والأمم المتحدة وفرنسا يمكن أن يتقدم في إيجاد الحل، مشيرا إلى أن دي ميستورا هو أول مبعوث أممي يتم تعيينه في “وقت الحرب”، مدعيا أن الحل سهل ولا يتطلب أكثر من تخصيص يوم للاستفتاء والقبول بالنتائج.