السعيد عتيق: بعزيمة وروح وطنية عالية لعبت المرأة دورا محوريا في مجابهة جائحة كوفيد19 بالمغرب

يعتبر اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل سنة مناسبة للوقوف عند وضعية المرأة في المغرب، لاسيما أن هذه السنة مرت في ظروف جد خاصة بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وتبعاتها من حجر صحي وفقدان الشغل الذي أثر بشكل كبير على النساء حسب أحدث تقرير للمندوبية السامية للتخطيط.

وفي هذا السياق، قال الباحث أكاديمي بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء و المحلل السياسي السعيد عتيق، إن:" ميزّت المرأة المغربية على مر التاريخ بأدوارها الريادية في بناء المجتمع عبر المشاركة المستدامة في دينامية العملية التنموية، وحالياً، أظهرت عزيمة وشجاعة حقيقية وروح وطنية عالية حيث لعبت دورا محوريا في مجابهة جائحة كوفيد19 و الحفاظ على الصحة العامة في هاته الفترة العصيبة التي شهدتها بلادنا على غرار باقي دول العالم، كانت و لازالت في الصفوف الامامية و من أوائل ملبي النداء في مختلف المجالات و القطاعات سواء بالصحة و بالأمن و التعليم السطلة المحلية و الاعلام و الصحافة ومتطوعات بالمجتمع المدني.."

وأضاف السعيد في تصريحع ل"بلبريس":"كلهن شكلن حصنا منيعا لانتشار الوباء عبر مختلف الآليات سواء المتعلقة بالتطبيب و الصحة أو الحرص على تيسير الاجراءات الوقائية و التباعد الاجتماعي أو المتعلقة بتبسيط و شرح المفاهيم الجديدة للوباء و غيرها، و بدلك تكون بذلت قصارى جهدهن في ردع انتشار الوباء ببلادنا".

وأبرز المحلل السياسي أن :"جائحة فيروس كورونا فرضت تغييرا في نمط العيش اليومي و بالتالي زادت التزامات المرأة بشكل متسارع خلال الأزمة الوبائية غير المسبوقة على مستوى العالم، كما تضاعفت مسؤولياتها الأسرية لاسيما المرتبطة بتحصين البيوت و من فيها من الأسر عبر الإجراءات الاحترازية الوقائية، و ايضا من خلال مواكبة آليات التعليم عن بعد الابناء و غيرها من تحولات مست في جوهرها التنظيم الاسري والمجتمعي ككل و منه المرأة المغربية كانت ولازالت وستبقى فاعلا وشريكا أساسيا و مستداما بشكل أكثر فاعلية في التصدي للتحديات و المتغيرات التي تعرفها الدولة، و لعل جائحة كورونا أكدت بشكل ملموس عن الأدوار الرفيعة التي لعبتها في المجتمع المغربي".

وأردف :"نضال المرأة المغربية في ازمة كورونا أكد بشكل ميداني دورها النبيل في محاربة الوباء ببلادنا و بالتالي يمكن القول أن المسؤولية الاجتماعية والمجتمعية بشكل عام والاسرية بشكل خاص اتسعت بشكل جعلها تتضاعف بالنسبة للمرأة لاسيما في ظل هذه الظروف الوبائية، إذ أن موقعها سواء بالقطاعات الحيوية او بالأسر و المنظمات المدنية والسياسية غيرها ضمن بشكل فعال نجاح الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة انتشار الفيروس".

وتابع السعيد عتيق:" بالتالي لابد من تعزيز مكانة المرأة في جميع القطاعات و جعلها اكثر انصافا في الحياة السياسية خصوصا بلادنا مقبلة على انتخابات 2021 التي تعد محطة حاسمة في ترميم و معالجة العديد من الإشكالات المجتمعية وفي ظل مطالب بإيجاد عقد سياسي جديد وميثاق جديد و نموذج تنموي جديد، وكلها رهانات ذات أهمية كبرى في مغرب ما بعد كورونا".