في إطار تتبع الشأن المحلي بعمالة الصخيرات تمارة، أحد الأقاليم الحديثة التي شهدت تحولاً كبيرًا خلال السنوات الماضية، نجحت العمالة في الانتقال من جماعات شبه حضرية كانت تُعرف بـ"غرفة نوم موظفي وعمال العاصمة الرباط" إلى إقليم ينافس الأقاليم الكبرى في المملكة من حيث الجمالية والتنمية الملموسة التي ستحقق قفزة كبيرة بفضل الأوراش التي تسهر السلطة الإقليمية على تنفيذها بشراكة مع الجماعات المحلية، رغم أن أداء الأخيرة لا يزال دون المستوى المطلوب وفق تطلعات الساكنة.
مرحلة جديدة بقيادة العامل مصطفى النوحي
بعد سنوات من الفراغ الإداري والإشراف المؤقت للوالي محمد اليعقوبي على العمالة، وهي فترة تميزت بعدد من الأخطاء والإقصاءات واستعمال القوة المفرطة، استبشرت ساكنة الصخيرات تمارة خيرًا بتعيين السيد مصطفى النوحي عاملًا جديدًا للإقليم ، حيث لاقت طريقة عمله وسجله المهني اهتمامًا واسعًا، حيث أشادت المعطيات الواردة من مدينة ميدلت، التي عمل بها سابقًا، بخصاله المهنية، واصفة إياه بالرجل الجاد والمتفاني في عمله، وصاحب شخصية هادئة ولكن صارمة في تطبيق القانون.
سياسة الانفتاح والحوار
بعد حفل التنصيب الذي تزامن مع الخطاب الملكي بمناسبة عيد المسيرة الخضراء، بدأ العامل الجديد في استقبال مختلف الفعاليات المحلية ، مؤكدا أن أولويته ستكون تنظيم لقاءات تواصلية مع المسؤولين الجماعيين، فعاليات المجتمع المدني، والصحافة، بالإضافة إلى ممثلي المواطنين والجمعيات الجادة.
لقاءات تعارفية وزيارات ميدانية
مباشرة بعد توليه منصبه، عقد العامل المصطفى النوحي اجتماعات مع رؤساء الجماعات وأعضاء المجالس المحلية لمناقشة القضايا التي تعيق التنمية وأظهر حرصًا على الاستماع إلى مكونات المعارضة التي طرحت قضايا المواطنين، باستثناء جماعة مرس الخير التي سجلت نقطة سلبية بسبب غياب الالتزام.
حلول سريعة لمشاكل الساكنة
تمكن العامل، خلال فترة وجيزة، من معالجة عدد من المشاكل، مثل تسريع تسليم مفاتيح شقق إعادة إيواء دور الصفيح بالصخيرات تمارة، كما وجه تعليمات للإدارة المحلية للإسراع في معالجة شكايات المواطنين، مع مراعاة ظروفهم الاجتماعية.
ملف ذوي الحقوق من قبيلة كيش الأودية
يُعتبر هذا الملف من أبرز التحديات التي تواجه عمالة الصخيرات تمارة. وضع العامل الجديد خطة لحله، ووجّه تعليمات واضحة للسلطات المحلية للانفتاح على الساكنة والنواب، ودعا إلى مراسلة الجهات القضائية لتسريع البت في الطعون وإيجاد حلول عادلة للمستحقين.
زيارات ميدانية وتعليمات صارمة
في إطار مشاريع التهيئة الحضرية، مثل بناء الأسواق النموذجية وملاعب القرب، قام العامل النوحي بزيارات ميدانية دون سابق إنذار. وخلال هذه الزيارات، أعطى تعليمات صارمة بضرورة احترام المعايير والآجال المحددة لإنجاز المشاريع، مشددًا على أهمية تحسين جودة الخدمات المقدمة للساكنة.
رفض ميزانيتي جماعتي تمارة والهرهورة
في خطوة تعكس حرص العامل على ترشيد النفقات، رفض التأشير على ميزانيتي جماعتي تمارة والهرهورة بسبب تضخيم الاعتمادات والنفقات غير الضرورية، التي لا تتماشى مع الأهداف التنموية المطلوبة.
جدير بالذكر أنه منذ تعيين العامل مصطفى النوحي استطاع في وقت وجيز كسب ثقة الساكنة بفضل انفتاحه على مختلف الأطراف وحرصه على تطبيق القانون ، ويبدو أن عمالة الصخيرات تمارة تسير نحو مرحلة جديدة من التنمية المستدامة، تحت قيادة عامل يضع مصلحة الساكنة في مقدمة أولوياته
ورغم كل ما ذكر ، يظل الرهان أكبر في إنتظار ايجاد حل نهائي للمشاكل التي يعاني منها اقليم الصخيرات تمارة ، بإنصاف المقصيين من الحق في السكن ، وايجاد حل للباعة الجائلين بدل مطارتهم في الشوارع " أسواق نموذجية " ، فضاءات خضراء ومتنفسات للساكنة مع الاهتمام بجمالياتها والصرامة في تطبيق القانون في حق شركات النظافة التي لا تحترم دفتر التحملات .