لم تكن الصواريخ الباليستية التي اطلقتها إيران على اسرائيل ليلة السبت، 14 يونيو 2025، حدثا مفاجئا، بل كانت الذروة الحتمية لمسار دموي بدأ قبل اكثر من عام. لقد رسمت سلسلة من الضربات والاغتيالات الموجعة مسارا زمنيا واضحا، قاد بشكل مباشر نحو هذه المواجهة المفتوحة، وانهى بذلك حقبة "حرب الظل". هذه هي كرونولوجيا تلك المواجهة.
الشرارة الاولى: استهداف قنصلية إيران في دمشق (ابريل 2024)
كانت هذه هي الضربة التي كسرت كل القواعد السابقة. ففي ابريل 2024، استهدفت غارة اسرائيلية القنصلية الايرانية في دمشق، مما اسفر عن مقتل قادة بارزين في فيلق القدس. لم تعد الضربة تستهدف موقعا عسكريا في بلد ثالث، بل استهدفت ارضا تعتبر سيادية وفقا للقانون الدولي. كانت هذه هي اللحظة التي انتقل فيها الصراع من الخفاء الى مواجهة شبه معلنة، وتعهدت طهران بالانتقام.
ضربة في القلب: اغتيال هنية في طهران / إيران (يوليو 2024)
بعد ثلاثة اشهر فقط، تلقت ايران ضربة امنية موجعة في عقر دارها. تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، في العاصمة طهران. اظهرت هذه العملية قدرة استخباراتية اسرائيلية على الوصول الى قلب ايران واستهداف شخصيات رفيعة المستوى، مما شكل احراجا كبيرا للنظام الايراني ورفع منسوب التوتر الى مستوى غير مسبوق.
تفكيك المحور: اغتيال نصر الله في بيروت (سبتمبر 2024)
في سبتمبر 2024، وجهت اسرائيل الضربة الاكثر استراتيجية، باغتيال الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وعدد من كبار قادة الحزب في بيروت. لم يكن هذا مجرد اغتيال لشخص، بل كان تفكيكا لاهم واقوى ذراع عسكرية لايران في المنطقة.
تركت هذه الضربة ايران تشعر بانها باتت مكشوفة ومستهدفة بشكل مباشر، وان اذرعها في المنطقة لم تعد قادرة على توفير الردع الكافي. ردت طهران باحتشام عبر مسيرات قبل ان تفاجئ العالم بصواريخ فتاح افرظ صوتية في اكتوبر 2024.
الهدوء الذي يسبق العاصفة (اكتوبر 2024 - مايو 2025)
كانت الاشهر التالية فترة من الهدوء المشحون بالترقب. ادرك الطرفان ان المواجهة الشاملة باتت حتمية. كانت هذه فترة اعادة حسابات وتحضيرات، حيث كانت كل دولة تستعد للخطوة التالية، التي ستكون بلا شك مباشرة ومن دولة الى دولة.
الذروة: ليلة النار بين الجمعة والسبت (13-14 يونيو 2025)
اشعل الفتيل النهائي فجر يوم الجمعة، 13 يونيو، عندما شنت مقاتلات اسرائيلية هجوما جريئا على اهداف في محيط العاصمة طهران، واغتالت قياديين عسكريين ايرانيين. كان هذا الهجوم هو الاعلان الرسمي عن نهاية كل القواعد. لم ينتظر الرد الايراني طويلا، فبعد ساعات فقط، ومع حلول ليل السبت، اطلقت ايران وابلا من الصواريخ الباليستية.
اصواتها التي تشبه الانفجارات الصوتية هزت سماء تل ابيب وحيفا، والحقت اضرارا بالمباني، والاهم من ذلك، انها ادخلت الاسرائيليين الى الملاجئ تحت الارض على نطاق لم يسبق له مثيل. ودفع اسرائيل الى المطالبة بتكشل تحالف معها لمواجهة الصواريخ .
لقد انتهت حقبة حرب الظل بشكل رسمي، وبدأت مرحلة المواجهة العسكرية المفتوحة.