معهد هدسون يحذر: البوليساريو منظمة إرهابية وتمددها يزعزع استقرار الساحل

يسلط تقرير حديث صادر عن معهد هدسون الأمريكي المرموق الضوء على تحول مقلق في طبيعة نزاع الصحراء و يؤكد أن هذا الصراع، الذي طال أمده، لم يعد مجرد قضية إقليمية، بل تطور ليصبح جبهة مشتعلة ضمن الصراع الأوسع بين القوى العظمى، مما يضع مصالح الأمن القومي الأمريكي أمام تحدٍ مباشر.

ويضع التقرير، الذي تستعرض بلبريس أبرز نقاطه، جبهة البوليساريو، المدعومة جزائرياً منذ تأسيسها عام 1973، في صلب هذا التحدي. ويؤكد المعهد أنه بينما تقدم البوليساريو نفسها كحركة تسعى لتقرير المصير، فإنها تعمل في الواقع كميليشيا تزعزع الاستقرار الإقليمي، وتتورط في تهريب الأسلحة، ونشر الأيديولوجيات المتطرفة، وتتحالف بشكل وثيق مع الأجندات الاستراتيجية لإيران وروسيا والصين.

في المقابل، يبرز التقرير الذي الأهمية الاستراتيجية للمغرب كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو وركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي. ويشير إلى أن الاعتراف الأمريكي السابق بسيادة المغرب على الصحراء كان خطوة ضرورية لتصحيح مسار سياسة غير فعالة.

بناءً على هذه المعطيات، يخلص معهد هدسون إلى توصية حاسمة: الدعوة إلى تصنيف جبهة البوليساريو رسمياً كـ "منظمة إرهابية أجنبية". ويعتبر تقرير هدسون أن هذه الخطوة ليست فقط مبررة قانونياً وأخلاقياً، بل هي ضرورة استراتيجية لتعزيز الاستقرار طويل الأمد في المنطقة وحماية المصالح الأمريكية وحلفائها.

حول النزاع إلى جبهة عالمية:
حذر تقرير لمعهد هدسون الأمريكي من أن نزاع الصحراء تجاوز البعد الإقليمي ليصبح جبهة في صراع القوى العظمى (إيران، روسيا، الصين ضد مصالح الولايات المتحدة). وأكد أن جبهة البوليساريو، المدعومة جزائرياً، تعمل كميليشيا مزعزعة للاستقرار متحالفة مع خصوم واشنطن.

الدعوة لتصنيف إرهابي:
أوصى التقرير الإدارة الأمريكية بتصنيف البوليساريو رسمياً كـ"منظمة إرهابية أجنبية" (FTO). واعتبر هذه الخطوة ضرورية لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم المغرب، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خارج الناتو، والبناء على قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء عام 2020.

مبررات التصنيف:
استند التقرير في دعوته إلى أدلة تشمل انتهاك البوليساريو لوقف إطلاق النار الأممي، وتحويل المساعدات الإنسانية لتمويل عسكري، والتعاون المزعوم مع منظمات إرهابية (حزب الله، PKK)، وتلقي طائرات مسيرة إيرانية عبر الجزائر، وتهريب أسلحة لجماعات جهادية تهدد القوات الأمريكية بالساحل.

أداة للخصوم الإقليميين والدوليين:
أوضح التقرير أن دعم محور إيران-روسيا-الصين، بالإضافة إلى الجزائر وجنوب إفريقيا، للبوليساريو يخدم أجنداتهم لزعزعة استقرار حلفاء أمريكا (المغرب وإسرائيل)، وإعاقة النفوذ الغربي، وتوسيع وجودهم العسكري والاقتصادي في المنطقة على حساب المصالح الأمريكية.

مخيمات تندوف والتطرف:
شدد التقرير على أن مخيمات تندوف ليست مجرد ملاذات للاجئين بل مناطق خاضعة لسيطرة عسكرية حديدية من البوليساريو، تشهد انتهاكات حقوقية، وسرقة للمساعدات، وتُستخدم كبيئة لتفريخ التطرف (مثل حالة القيادي الداعشي أبو وليد الصحراوي)، مما يهدد الأمن الإقليمي.

الفوائد الاستراتيجية للتصنيف:
خلص معهد هدسون إلى أن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية سيجمد أصولها، ويعطل شبكاتها، ويدعم الاستقرار الإقليمي ومبادرة الحكم الذاتي المغربية، ويضعف قدرة إيران على شن حروب بالوكالة، ويعزز الشراكات الأمريكية، ويقوض الدعاية المضللة، مؤكداً أنها خطوة حاسمة لحماية مصداقية ومصالح الولايات المتحدة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.