الجزائر.. تغيير تاريخ الانتخابات الرئاسية يشعل صراعا داخل أجنحة النظام

 

أشعل قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تقديم تاريخ الانتخابات الرئاسية في الجزائر من ديسمبر2024 الى سبتمبر2024 صراعا داخل أجنحة النظام في البلاد.

يرى عدد من الخبراء بحسب تقرير لميدل إيست اونلاين، أن ذلك يعود لرغبة وحسابات ضيقة من المؤسسة العسكرية وسط حالة من التجاهل في المجتمع الجزائري لهذا الاستحقاق.

ويرى مراقبون أن تقديم موعد الانتخابات وتأخيره يعود لحسابات معينة للنظام نتيجة الازمات الداخلية التي تعاني منها البلاد إضافة لمشاكله في المنطقة حيث تسببت السياسات الخاطئة للحكومة الجزائرية بدفع من الجيش لعزل البلاد فيما تشير تقارير لسعي تبون ومن وراءه لجعل المغرب شماعة لهذا القرار الذي لا يحظى بإجماع داخلي بل ويكشف حالة الانقسام المجتمعي.’’

ويحاول القادة الجزائريون تجاهل الخلافات الداخلية وخاصة بين الجنرالات الجزائريين بشأن دعم مرشح اخر غير تبون في الاستحقاق الانتخابي بالحديث عن دور للتوتر مع الرباط في قرار تقديم موعد الانتخابات الرئاسية.

وكانت الجزائر قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب صيف 2021 لأسباب واهية فيما يأتي ذلك نتيجة النجاحات الدبلوماسية المغربية من حيث الاعتراف الدولي بسيادتها على الصحراء وبواقعية مبادرتها لإنهاء النزاع المفتعل.

وتناقلت صحف دولية عدة أنباء وجود خلافات داخل النظام حول تبون، بين من يريد بقاءه من الجنرالات المتنفذين ومن يريد تنحيه عن السلطة بعد فشله في ملفات حساسة تتعلق بالدبلوماسية الخارجية خاصة في مواجهة النجاحات المغربية على أكثر من ملف خاصة ملف الصحراء وكذلك التوتر مع دول الساحل والصحراء والعلاقات المتذبذبة مع باريس.

وروجت الوكالة الرسمية الجزائرية بعد فترة من الصمت لملف التهديدات الخارجية حيث قالت في احدى تقاريرها "التهديدات الخارجية حقيقية وملموسة، بما يجعل من تقليص العهدة الأولى ضرورة تكتيكية، حيث أنه استباق لاضطرابات مبرمجة، فالرهان الدولي يسبق الرهان الوطني. وعليه، يتعين على الجزائر أن تعزز وحدتها وانسجامها الداخليين، برئيس وجيش ومؤسسات بجاهزية لمواجهة الأزمات الخارجية، والتي هي بالفعل على أبوابنا مستهدفة سيادتنا وأمننا".

ولا يمكن فصل هذه المخاوف عن التوتر الذي شاب العلاقات المغربية الجزائرية مؤخرا.

يذكر أنه سبق لقائد الجيش الجزائري الفريق اول السعيد شنقريحة وصف في تصريحات سابقة المغرب "بالعدو الكلاسيكي لبلاده" رغم الجهود التي بذلتها الرباط لإنهاء الازمة خدمة للشعبين الشقيقين.

وتتهم السلطات الجزائرية دون دليل المغرب بممارسة "أعمال عدائية تجاهها" دون اثبات ذلك لكن البعض يشير كذلك للتوتر بين الجزائر ودول على حدودها الجنوبية مثل مالي حيث فشلت الوساطة بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق.

واتهمت السلطات المالية الجزائر باحتضان حركات تصنفها إرهابية في إشارة لاستقبالها قادة المتمردين فيما حاول الجانب الجزائري تخفيف هذا التوتر.

لكن يتوقع بحسب الكثير من الخبراء أن الدعاية الجزائرية ستروج بشكل كبير مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي لملف التوتر مع المغرب كشماعة لقرار تقديم الانتخابات وستعزف على نغمة العداء هاته التي لم تعد تطرب أحدا حتى من داخل النظام نفسه.

ويشار إلى أن أحزاب المعارضة في الجزائر لم تستسغ هذا التأجيل واعتبرت مسوغات الرئاسة غامضة وغير مقنعة تماما وتمهد للاستفراد بالقرار.