خبير: تصريح بولس رسالة لمجلس الأمن حول الحكم الذاتي

جددت الإدارة الأميركية، عبر مستشار الرئيس للشؤون الأفريقية والشرق أوسطية مسعد بولس، تأكيد موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الحل الواقعي والوحيد لإنهاء نزاع الصحراء، وذلك عبر لقاء جمع بولس يوم الجمعة 5 شتنبر 2025 بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، وجاء ذلك في سياق التحضير للمناقشات المقبلة داخل مجلس الأمن الدولي في أكتوبر، حيث شدد المسؤول الأميركي على أن الموقف الأميركي “ثابت وواضح”، وأن أي تقرير أممي ينبغي أن يظل ضمن هذا الإطار السياسي.

ويبرز الخبير والمحلل السياسي محمد شقير في تصريح خص به “بلبريس”، أن موقف واشنطن ليس جديدًا، بل هو امتداد لنهج انطلق مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي اعترفت رسميًا بمغربية الصحراء. مشيرا إلى أن ترامب بعث برقية تهنئة شخصية إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ26 لتوليه العرش، مؤكداً عبرها هذا الاعتراف.

كما عين صهره ومستشاره مسعد بولس لمتابعة الملف، حيث قام الأخير بجولات إقليمية شملت الجزائر، وصرّح حينها بأن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الواقعي للنزاع، وهو التصريح الذي اضطرت السلطات الجزائرية إلى نشره في سابقة إعلامية، كخطوة لتهيئة الرأي العام الجزائري على تقبل الطرح الأميركي.

ويرى شقير أن إعادة تأكيد بولس على الموقف الأميركي خلال لقائه مع دي ميستورا يعكس رغبة واضحة في الدفع نحو طي نهائي للملف، وتذكير المبعوث الأممي بأن أي إعداد لتقارير موجهة إلى مجلس الأمن لن يخرج عن هذا الإطار السياسي، ويضيف أن هذه الخطوة قد تكون لها تداعيات على مواقف قوى دولية كالصين وروسيا اللتين لم تحددا بعد موقفهما الرسمي من مغربية الصحراء أو من مبادرة الحكم الذاتي، كما قد تؤثر في توجهات بعض الأعضاء غير الدائمين داخل المجلس، الذين قد يتخذون مواقف إيجابية تجاه المبادرة المغربية.

كما لفت شقير إلى أن الموقف الأميركي الجديد قد يفتح الباب أمام إعادة النظر في مهام بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، التي كانت مكلفة سابقًا بمراقبة ترتيبات الاستفتاء، وهو الخيار الذي أثبتت التجربة الأممية استحالة تنفيذه، مشيرًا إلى إمكانية توسيع مهام البعثة لمتابعة أو مراقبة إجراءات تنزيل الحكم الذاتي باعتباره الحل السياسي العملي.

ويأتي هذا الموقف الأميركي في سياق يتسم بترقب دولي متزايد لملف الصحراء، خاصة مع اقتراب مناقشة مجلس الأمن الدولي في أكتوبر المقبل، حيث يتجدد الجدل حول مستقبل العملية السياسية ومسؤولية الأطراف المعنية، فمنذ اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، ظل الموقف الأميركي ركيزة أساسية في المعادلة الدبلوماسية، باعتباره عنصر ضغط على خصوم الوحدة الترابية للمغرب، ورسالة واضحة حول جدية الطرح المغربي القائم على مبادرة الحكم الذاتي.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *