المغرب يفعل أول مسار بري للمساعدات نحو غزة المحاصرة (فيديو)

في خطوة إنسانية غير مسبوقة، وصلت صباح اليوم الثلاثاء إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة أول قافلة مساعدات مغربية يتم إيصالها عبر الطريق البري، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وتأتي هذه المبادرة تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، القاضية بإرسال دعم إنساني وطبي عاجل لفائدة سكان غزة، خاصة الفئات الأكثر هشاشة من الأطفال والمرضى والنازحين.

وقد بلغت حمولة هذه المساعدة حوالي 180 طنا من المواد الغذائية الأساسية، الحليب الموجه للأطفال، والأدوية والمستلزمات الجراحية، إضافة إلى خيام وبطانيات، تم نقلها في ظروف لوجستية استثنائية بتنسيق مغربي-مصري، مروراً بمعبر كرم أبو سالم، لتكون بذلك أول شحنة إنسانية دولية تدخل القطاع برا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

ويأتي هذا التحرك بعد أشهر من شلل شبه تام في مسارات الإمدادات، حيث تشير معطيات الأمم المتحدة إلى أن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يوميًا تراجع إلى أقل من عشر، في وقت تُقدّر فيه الحاجة الفعلية بنحو 600 شاحنة يوميًا لضمان الحد الأدنى من الحاجيات الأساسية للسكان المحاصرين.
ويُعد المغرب أول دولة تنجح في تفعيل مسار بري مباشر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر إسرائيل، بعد سابقة مماثلة في مارس 2024 حين أرسل شحنة أصغر عبر نفس المسار، في مبادرة وُصفت آنذاك بأنها اختراق دبلوماسي وإنساني فريد.

وإذا كانت دول ومنظمات دولية عديدة قد اصطدمت بعراقيل أمنية وسياسية حالت دون تمكينها من إدخال مساعدات بشكل منتظم، فإن ما تحقق في الحالة المغربية يعكس قدرة الرباط على استثمار قنواتها الدبلوماسية لتغليب البُعد الإنساني على أي حسابات أخرى.

وقد جاءت هذه المساعدة، التي أشرفت عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، في سياق انهيار شبه كلي للبنية التحتية الصحية في غزة، وعجز المستشفيات عن توفير الحد الأدنى من العلاجات، لا سيما مع تسجيل أرقام مهولة في حالات سوء التغذية الحاد، وانتشار الأوبئة في مناطق الإيواء المكتظة. ويرى مراقبون أن الدعم المغربي يمثل ليس فقط إغاثة عاجلة، بل رسالة سياسية واضحة تؤكد أن الالتزام بالقضية الفلسطينية لا يكون بالشعارات، بل بالفعل الميداني المنظم.

وتعيد هذه الخطوة تسليط الضوء على الدور المتواصل للمغرب في دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال وكالة بيت مال القدس التي ترعى مشاريع اجتماعية وتنموية في المدينة المقدسة، أو من خلال مواقف دبلوماسية ثابتة لصالح حل عادل وشامل على أساس الشرعية الدولية، مع التأكيد على مركزية القدس في أي تسوية محتملة.

https://www.youtube.com/watch?v=fMltf5xOz5g

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *