الشيات لـ"بلبريس": رسالة الملك إلى قمة بغداد نداء عاجل لغزة وتمسك بالعروبة رغم الأزمات

وجه الملك محمد السادس، في خطاب تلاه  وزير الخارجية ناصر بوريطة امام القمة العربية ببغداد، رسالة محورية تمحورت حول الوضع الماساوي في الاراضي الفلسطينية، داعيا بشكل عاجل الى وقف فوري لاطلاق النار في غزة والعودة للمفاوضات، مع التشديد على ضرورة تامين المساعدات الانسانية ودعم الاونروا واطلاق خطة اعادة اعمار.

كما جدد الملك التاكيد على موقف المغرب الثابت الداعم للقضية الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشددا على اهمية المصالحة الوطنية الفلسطينية وجهود المغرب كرئيس للجنة القدس.

الى جانب القضية الفلسطينية، تطرق الملك الى الازمات العربية الاخرى، مؤكدا على دعم الحوار والمبادرات السلمية في ليبيا وسوريا، معلنا عن اعادة فتح السفارة المغربية في دمشق، ومعربا عن القلق ازاء الاوضاع في اليمن والسودان ولبنان. كما شدد على رفض التدخلات الاجنبية ودعم الحركات الانفصالية كشرط لنجاح العمل العربي المشترك، داعيا الى اصلاح جامعة الدول العربية وتعزيز الشراكات الاقتصادية البينية، ومبديا اسفه لتعثر اتحاد المغرب العربي.

وفي حديثه مع "بلبريس"، شدد خالد الشيات، استاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الاول بوجدة، على ان الخطاب الملكي الموجه الى القمة العربية ببغداد ينم اولا عن تشبث المغرب بانتمائه الى الفضاء الحضاري العربي،الذي يعرف الكثير من الازمات سواء على المستوى العام او على مستوى كل دولة على حدة، ضاربا المثل باليمن وليبيا والسودان وسوريا ولبنان حيث تمس الازمات بقاء الدولة الحديثة.

واوضح الشيات في حديثه مع بلبريس  ان "تشبث المغرب بهذا العمل العربي المشترك، يعتبر من مضمون هذه الرسالة" رغم هذا الوضع العربي العام الذي وصفه بـ"المترهل".

واضاف الشيات ان الرسالة الملكية وجهت موقف المغرب الواضح من "ما يرتبط بقضية غزة، والحرب في غزة واطلاق النار، وايضا مسألة السلام في الشرق الاوسط بصفة عامة، التي تمر اساسا عن طريق حل الدولتين" فيما يخص القضية الفلسطينية.

واكد المتحدث ان المغرب يتشبث بهذه الحلول باعتبارها "الحلول الوحيدة الممكنة لهذا النزاع"، وان الرسالة إلى قمة بغداد دعت الى "تفعيل العمل العربي للحفاظ على هوية القضية الفلسطينية، باعتبارها انها يجب ان تحل في اطار حل الدولتين، وليس هناك حل اخر".


كما ابرز الشيات، في حديثه مع 'بلبريس'، ان اعلان المغرب عن اعادة فتح سفارته في سوريا يمثل تجسيدا عمليا لمقاربة المملكة، بعيدا عن اي  موقف نظري، مؤكدا ان هذه الخطوة تندرج في اطار العمل العربي المشترك الهادف الى تعزيز العلاقات البينية العربية وتكاملها وتوافقها على الصعيدين الاقتصادي والتجاري."