مجلس الأمن يُسقط رواية الحرب الوهمية للبوليساريو.. وينتصر لشرعية المغرب على صحرائه

احتضن مجلس الأمن الدولي، مساء الاثنين بمقره في نيويورك، جلسة مشاورات مغلقة خصصت لمناقشة تطورات قضية الصحراء المغربية، في محطة وُصفت بالمفصلية ضمن مسار هذا النزاع الإقليمي، بالنظر إلى المعطيات الجديدة التي كشف عنها رئيس بعثة المينورسو، الروسي ألكسندر إيفانكو.

وخلافا للغة الحذِرة المعتادة في مثل هذه الإحاطات، قدّم إيفانكو عرضا صريحا وغير مسبوق، أجهز من خلاله بشكل واضح على الرواية التي تروجها جبهة البوليساريو، بدعم إعلامي وسياسي من الجزائر، منذ إعلانها الانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار في نونبر 2020.

وأكد رئيس بعثة المينورسو بشكل قاطع، أنه لا وجود لأي حرب حقيقية في الصحراء، عكس ما تحاول البوليساريو الترويج له عبر الحديث عن "معارك يومية" و"خسائر جسيمة" في صفوف القوات المسلحة الملكية المغربية، موضحا أن كل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع، الذي ترصده البعثة الأممية بشكل مستمر.

وذهب المسؤول الأممي أبعد من ذلك، حين شكك في قدرة الجبهة الانفصالية على إحداث أي تغيير عسكري ميداني، قائلا بشكل صريح إن البوليساريو "ليست قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بالقوات المسلحة الملكية"، وهو تصريح يُعتبر بمثابة اعتراف أممي بانهيار مشروع المواجهة المسلحة الذي تتبناه الجبهة منذ سنوات.

في المقابل، عبّر إيفانكو عن تقديره للنهج الذي تعتمده القوات المسلحة الملكية، مثمنا ما وصفه بـ"ضبط النفس" الذي تبديه الرباط، رغم تفوقها العسكري الواضح. واعتبر أن هذا السلوك يعكس التزام المغرب بالشرعية الدولية، ورغبته في تجنب أي تصعيد ميداني، مقابل استمرار البوليساريو في إطلاق شعارات الحرب والتحريض الإعلامي، دون أي انعكاس حقيقي على الأرض.

كما لفت رئيس بعثة المينورسو إلى موقف البوليساريو الرافض لمبادرة وقف إطلاق النار التي اقترحها المغرب خلال شهر رمضان، مبرزا أن هذا الرفض يعكس استراتيجية الجبهة في الإبقاء على حالة التوتر، ليس بهدف تحقيق انتصار عسكري، وإنما كورقة ضغط سياسية أمام المنتظم الدولي.