لهذا ثم حذف خريطة المغرب من موقع الخارجية الإسبانية

مع مطلع العام الحالي، اتخذت وزارة الخارجية الإسبانية خطوة لافتة تمثلت في إزالة خرائط المغرب والجزائر وموريتانيا من موقعها الرسمي على الإنترنت.

رغم أن هذا الإجراء تم بهدوء، إلا أنه تزامن مع مفاوضات قادها وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس بشأن فتح المعابر الجمركية في سبتة ومليلية. كان من المقرر أن تُفتح هذه المعابر الأربعاء الماضي، لكن المحاولة لم تنجح بسبب عقبات تقنية قدما مسؤولون مغاربة.

يبدو أن المغرب يسعى للحصول على تنازلات إضافية من إسبانيا، وعلى رأسها الاعتراف بسيادته الكاملة على الصحراء، متخذاً من الموقف الفرنسي نموذجاً يُحتذى به. فقد سبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أرسل رسالة إلى الملك محمد السادس أعرب فيها عن تأييده لمغربية الصحراء، وتبع ذلك تحديث الخارجية الفرنسية لخريطة المغرب على موقعها لتشمل الصحراء المغربية.

في السابق، كانت الملفات التي تعدها الخارجية الإسبانية تتضمن خرائط توضح حدود كل دولة، وفيما يخص المغرب، كانت الحدود مع الصحراء واضحة المعالم تماشياً مع توجيهات الأمم المتحدة. أما اليوم، فقد تم حذف خرائط الدول الثلاث المحيطة بالصحراء - المغرب والجزائر وموريتانيا.

وعندما سُئلت الوزارة عن هذا التغيير، اكتفت بالقول إنها تقوم بعملية تحديث شاملة لملفات جميع الدول، دون تقديم أي توضيحات إضافية حول سبب اقتصار الحذف على هذه الدول تحديداً. وفق ما أفادت صحيفة الاندبدنتي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق الحالية الخاصة بالمغرب تتضمن سيادته الشاملة على كل أقاليمه بما فيها الصحراء. كما تشير إلى الرسالة المهمة التي وجهها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس في مارس 2022، والتي مثلت تحولاً في الموقف الإسباني من قضية الصحراء.

وقد أكدت إسبانيا في هذه الرسالة على أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، معترفة بجهود المملكة الجادة تحت مظلة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، معتبرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لعام 2007 أكثر الحلول جدية وواقعية ومصداقية لإنهاء هذا النزاع.

 

وجدير بالذكر أن عام 2024 عرف زخما دبلوماسيا ملحوظًا لصالح مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، حيث عبّرت العديد من الدول عن دعمها لهذه المبادرة باعتبارها حلاً واقعيا وجادا للنزاع الإقليمي.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد أعلن في تقرير سابق من هذا العام الذي نودعه أن عدد الدول التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية بلغ 100 دولة حول العالم.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.