لاقت مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ترحيبا كبيرا، اليوم الخميس بطنجة، خلال الدورة الـ16 لمنتدى “ميدايز” الدولي.
فخلال جلسة عامة تحت عنوان “أفريقيا الأطلسية وما وراءها: أفق جديد للتكامل الاقتصادي والنمو والتنمية المشتركة”، سلط المتحدثون الضوء على هذه “المبادرة الحكيمة” التي أطلقها الملك، والتي تشكل، حسب رأيهم، ثورة في أفريقيا. على عدة مستويات، وناقلاً لفرص التنمية للدول الأفريقية.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد الوزير الأول الهايتي الأسبق، لوران لاموث، على هذه المبادرة الملكية الرامية إلى الابتكار والتكامل وتغيير النماذج من أجل أفريقيا، مبرزا أهمية مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا ونيجيريا والمغرب، الذي سيوفر فرصا هائلة للشركات الناشئة والشباب الأفارقة وبلدان الساحل غير الساحلية.
وأكد السيد لاموث أن هذا المشروع المبتكر يجب أن يهم جميع البلدان الساحلية، ولكن أيضا البلدان غير الساحلية، مشيرا إلى أن استغلال الموارد الطبيعية الهامة التي تزخر بها المحيط الأطلسي يتطلب توحيد جهود البلدان الأفريقية وتنفيذ استراتيجيات إقليمية متكاملة لتلبية احتياجاتها. التحديات المطروحة.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء الغيني السابق، فرانسوا لونسيني فال، إلى أن المبادرة الملكية تقترح فتحا جديدا في إطار تكامل القارة، ليس فقط بالنسبة للبلدان المتشاطئة، بل أيضا بالنسبة للبلدان غير الساحلية، خاصة تلك الواقعة فيها منطقة الساحل، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق بتعزيز التضامن الأفريقي.
وشدد في هذا الصدد على أهمية المبادرة الملكية التي تهدف إلى إتاحة الوصول ليس فقط إلى الدول الساحلية، بل أيضا إلى الدول غير الساحلية حتى تتمكن من الاستفادة من الموارد الهائلة التي يحتويها المحيط الأطلسي.
من جانبه، أكد رئيس وزراء غينيا بيساو السابق، أوغوستو أرتور أنطونيو دا سيلفا، أن مشروع خط أنابيب الغاز الإفريقي الأطلسي الطموح سيلعب دورا مهما في تعزيز التكامل الإقليمي، مشددا على ضرورة الاستثمار بشكل أكبر في تعزيز قدرات دول القارة. الموارد البشرية من خلال تطوير التعليم والتدريب.
أما وزير الشؤون الخارجية والجماعات والدفاع الرأس الأخضر الأسبق، لويس فيليبي لوبيز تافاريس، فأشاد بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك بإفريقيا، مبرزا أهمية المبادرة الأطلسية الملكية لتعزيز التكامل الإفريقي، كما أوصى بها المؤتمر الإفريقي.
وتابع: “هذا مشروع يجلب السلام والاستقرار السياسي للدول الـ23 المطلة على المحيط الأطلسي”، مؤكدا أن هذه المبادرة الحكيمة تحترم سيادة الدول وتهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية والبشرية.
وأكد السيد ترافاريس: “علينا أن نعمل معًا لضمان أن تساهم المشاريع المخطط لها (خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، وميناء الداخلة الأطلسي، وما إلى ذلك) والمبادرات المغربية الأخرى في تنمية إفريقيا”، مضيفًا: “علينا أن نجتمع معًا”. لتعليم وتدريب شبابنا، بهدف المضي قدمًا وخلق النمو والتنمية لجميع الأفارقة.
ويجمع هذا المنتدى، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي سيستمر إلى 30 نوفمبر، أزيد من 250 متحدثا رفيع المستوى من بينهم رؤساء دول وحكومات، وصناع القرار السياسي، والحائزون على جوائز نوبل، وزعماء العالم. شركات عالمية كبيرة وشخصيات مؤثرة أمام جمهور يزيد على 6000 مشارك من أكثر من 100 دولة، بحسب مؤسسة منتدى ميدايز ومعهد أماديوس.